يُعد الصداع أمرًا شائعًا لدى الأطفال؛ حيث يُقدر أنّه يُصيب أكثر من 58% منهم،[١] وعادةً يكون ألم الصداع طفيفًا أو متوسطًا، كما لا يستمر لأكثر من عدة ساعات فقط،[٢]ولا يكون الصداع مقلقًا في معظم الحالات،[٣] إذ يحدث الصداع لأسباب بسيطة عادةً؛ كشعور الطفل بالحزن والتوتر الشديد، أو عند إصابته بالزكام والإنفلونزا،[٤] ولكن سنتعرف في هذا المقال متى يكون الصداع خطيرًا عند الأطفال.


متى يكون الصداع خطيرًا لدى الأطفال؟

ربما سمعتِ قصصًا مرعبة عن صداع الأطفال من حولكِ، وهذا قد يجعلكِ تشعرين بالقلق عند إصابته بالصداع، ولكن لا تقلقي؛ إذ لا يكون الصداع خطيرًا إلا في حالات نادرة جدًا،[٥] ويُمكنكِ تمييز هذا الصداع عادةً من خلال العلامات الآتية:


صداع يُصاحبه تصلبٌ في الرقبة

يجب أن يتمكن طفلكِ من تحريك رقبته بسهولة ودون أي مشاكل؛ إذ يجب أن يكون قادرًا على النظر إلى سقف الغرفة، كما يجب أن يستطيع تحريك رأسه من اليمين إلى اليسار أيضًا،[٦] لذا راجعي الطبيب في حال لاحظتِ أنّه يُعاني من صداع شديد وتصلبٍ في الرقبة، خاصةً إذا كانت درجة حرارته مرتفعة كثيرًا؛ فهذا قد يدل على إصابته بالتهاب السحايا.[٣]


صداع يُوقظ طفلكِ من النوم

ويُقصد بذلك أن يكون ألم الصداع هو السبب وراء استيقاظ طفلك؛ فهذا سيدل أنّ ألمه شديد، ويحتاج مراجعة الطبيب،[٣] ولكن لا تقلقي إذا استيقظ طفلكِ ليلًا لسببٍ آخر كالخوف مثلًا، ثم أصيب بالصداع بعد استيقاظه؛ إذ لا يكون ذلك خطيرًا عادةً.[٦]


صداع يُصاحبه تقيؤُ مستمر

خاصةً إذا أصيب طفلكِ بالتقيؤ الشديد بصورة مفاجئة دون وجود سببٍ واضح، أو لم يظهر عليه أي أعراض أخرى كالإسهال أو الحمى مثلًا،[٦] فقد يدل الصداع في هذه الحالة على تعرضه لإصابة خطيرة أو استسقاء الدماغ (تراكم السوائل في الدماغ).[٣]


صداع يزداد سوءًا عند الاستيقاظ

حيث يشكو الطفل في هذه الحالة من صداعٍ شديدٍ يُصيبه فور استيقاظه أو استلقائه، ويُمكن أن يدل ذلك على وجود حالة خطيرة كأورام الدماغ؛ ويعود السبب وراء ذلك إلى أنّ الضغط على الدماغ يزيد عند الاستلقاء، لذا فإنّ وجود الورم سيزيد الحالة سوءًا.[٧]


صداع متكرر أو مستمر

راجعي الطبيب إذا كان طفلكِ يُصاب بالصداع مرتين أو أكثر أسبوعيًا،[٣] أو في حال لاحظتِ أنّ هذا الصداع بدأ يُؤثر سلبًا على حياته؛ فمثلًا أصبح يتجنب الحركة واللعب مع الآخرين بسبب الألم، أو لم يعد يستطيع التركيز أثناء واجباته.[٦]


صداع يجعل طفلكِ يتصرف بغرابة

لا تترددي في التواصل مع الطبيب إذ لاحظتِ أنّ طفلكِ أصبح يتصرف بطريقة غير طبيعية بسبب الصداع، خاصةً إذا ظهرت عليه علامات التعب والضعف الشديد،[٣] أو لاحظتِ أنّه يواجه صعوبة في المشي، أو أصبح يتكلم بطريقة غير مفهومة.[٦]


كيف أتأكد من سبب صداع طفلي؟

راجعي الطبيب إذا شعرتِ بالقلق بسبب الصداع الذي يُعاني منه طفلكِ، وسيقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة عليكِ لتقييم أعراضه وحالته الصحية، وعادةً تتضمن هذه الأسئلة الآتي:

  • ما هي الأعراض التي يُعاني منها طفلكِ؟[٣]
  • كم تستمر هذه الأعراض عادةً؟[٨]
  • هل هناك أشياء تحفز صداعه أو تزيد حالته سوءًا؟[٨]
  • ما هي الحالات الصحية الأخرى التي يُعاني منها؟[٣]
  • هل لديكم أقارب يُعانون من الصداع أو حالات مشابهة؟[٣]


ولن يعتمد الطبيب على الأعراض فقط لتشخيصه، بل سيطلب عددًا من الفحوصات أيضًا، مثل:[٩]

  • الفحص البدني:

إذ سيقوم الطبيب بفحص رقبة الطفل وحجم رأسه، كما سيأخذ وزنه وطوله.

  • الفحص العصبي:

ليكشف عن أي مشاكل في الحركة أو التناسق.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي:

ينتج هذا الفحص صورًا مفصلة للدماغ والأوعية الموجودة فيه، ويستخدم عادةً للكشف عن الأورام والأمراض العصبية.

  • التصوير المقطعي المحوسب:

ويُساعد الطبيب في الكشف عن وجود الأورام والعدوى.

  • البزل الشوكي:

إذ سيسحب عينة الطبيب من السائل الشوكي، وعادةً يطلبه الطبيب إذا شك بوجود التهابٍ في السحايا.


المراجع

  1. "Children and headaches: Red ­flags, triggers, and rescue treatments", contemporarypediatrics, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  2. "Headaches in Children: When to Worry", chop, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Pediatric Headaches: Know Which Symptoms Are Red Flags", healthline, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  4. "Headaches in children", mayoclinic, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  5. "What to Do When Your Child Has a Headache", healthblog.uofmhealth, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "8 things to watch for when your child has a headache", health.harvard, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  7. "Brain Tumors in Children: 8 Warning Signs You Should Know", hopkinsmedicine, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  8. ^ أ ب "Headaches: When to Call the Pediatrician", healthychildren, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  9. "Headaches in children", mayoclinic, Retrieved 13/12/2022. Edited.