لا يقتصِر تشخيص الصّرع على مُلاحظة النّوبات التّشنجيّة والأعراض المُصاحبة لها، وإنّما تُجرى عدّة فُحوصات للتأكّد من تشخيصه والسّبب وراء إصابة الطّفل بالصرع.



تشخيص الصرع عند الأطفال

يُشخِص الطّبيب مرض الصّرع بعد أن يُلاحِظ حُدوث نوبات تشنجيّة لأكثر من مرة واحدة دون وجود سبب محدد كالحُمّى أو التعرض لإصابة ما، إلى جانب إجراء مُخطط كهربيّة الدّماغ (Electroencephalogram - EEG)، والذي يُعتبر الفحص الأكثر تحديدًا لتشخيص مرض الصرع؛ إذ يتم من خلاله تسجيل نشاط الدماغ بدّقة،[١][٢] كما يتميز التخطيط الكهربائي للدماغ بأنّه فحص آمن، ولا يسبب الشعور بالألم؛ فلا يلزم إجراء التخطيط الكهربائي للدماغ سوا إيصال أقطاب قرصية معدنية صغيرة على فروة رأس الطفل تكون متصلة بصندوق كهربائي عبر أسلاك قادرة على تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ دون إرسال أي تيار كهربائي لفروة رأس الطفل، بعد ذلك يتم توصيل الصندوق الكهربائي بجهاز التخطيط الكهربائي للدماغ وانتظار نتائج التحليل الذي يستغرق ما يقارب ساعة من الزمن ثم يقوم الطبيب بقراءة نتائج التحليل تلك واتخاذ الإجراء المناسب.[٣]


إلى جانب مُخطط كهربيّة الدّماغ يمكن إجراء فُحوصات أُخرى، مثل:

  • الفحص العصبي: (Neurological exam)، يُجري الطّبيب فحص عصبي للطفل من خلال تقييم سلوك الطفل، وقدراته الحركية، والوظائف العقلية، وذلك في سبيل إجراء تشخيص دقيق للمرض وتحديد نوع الصرع إن وجد.[٤]
  • اختبارات تصوير الدماغ: وذلك يشمل التصوير المقطعي المحوسب (CT or CAT scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، إذ يتم إجراء ذلك النوع من الاختبارت لغرض البحث عن وجود أي نسيج نُدبي أو ورم أو تشوهات في الدماغ أدّت إلى حدوث التشنجات.[٥]
  • فحص البزل القطني: (Lumbar puncture) وهو فحص يتطلب إدخال إبرة بين عظمتين قطنيتين من عظام الفقرات لسحب عينة من السائل النخاعي بُغية إجراء تحليل لذلك السائل وقياس مكوناته، والتأكد من وجود أي عدوى أو مشكلة ما، وقياس ضغط السائل في الدماغ والحبل الشوكي أيضًا.[٦]
  • فحوصات الدم والبول: يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء بعض فحوصات الدم والبول وذلك لتحديد سبب إصابة الطفل بالتشجنات، إذ يمكن أن تنتج التنشجات لإحدى الأسباب التالية:[٧]
  • تناول دواء معين.
  • بعض الاضطرابات الجينية.
  • الإصابة بالعدوى.
  • وجود خلل في توازن بعض أملاح الدم، مثل الصوديوم والكالسيوم.
  • عدم توازن مستويات سكر الدم.


ما بعد تشخيص الطفل بالصرع

بعدما يتم تشخيص إصابة الطفل بالصرع من الضروري أن يُحدَّد نوع التّشنجات بدقة ومن ثم تحديد العلاج المناسب حسب نوع الصرع، ولأن نوبات الصرع لا تحدث على مرأى من الطبيب بصورةٍ عامة، لا بد من تعاون أهل الطفل مع الطبيب في وصف الحالة الصحية لطفلهما بدقة والحرص على تتبع وجود أي سلوك أو تصرف غير طبيعي للطفل وإعلام الطبيب به، فذلك سيساعد الطبيب على تقييم أعراض الطفل والأخذ بعين الاعتبار بعض السمات التي تساعد على تحديد نوع الصرع كالعمر، ومدى تكرار حدوث التشنجات، والتاريخ العائلي وغير ذلك، وبذلك يتم تحديد نوع الصرع وفقًا لمجموعة من المعايير تؤخذ بعين الاعتبار وتتضمن نوع التشنجات، ونتائج الاختبارات، وسلوك الطفل أثناء حدوث نوبة التشنجات، والتبنؤ حيال مدى استجابة الطفل للعلاج المستخدم.[٨]


كيف يمكن للأهل تمييز حُدوث نوبة الصّرع؟

بعض النّوبات تكون قصيرة جدًا وغالبًا ما يتم الخلط بينها وبين حالات عدم الانتباه أو الشّتات لدى الطّفل، ويمكن للأهل معرفة حدوث النوبة من خلال ملاحظة بعض العلامات التي تظهَر على أطفالهم خلال فترة النوبة وهي:[٩]

  • اهتزاز الجسم، وحركات الطّفل المُتكررة.
  • شُعور الطّفل بطعمٍ غريب في الفم أو شم رائحة غريبة.
  • التّحديق بالعينين بشكلٍ ملحوظ.[٦]
  • حركة الذّراعين والسّاقين حركة غير طبيعيّة.[٦]
  • تصلب الجسم.[٦]
  • فقدان الوعي.[٦]
  • مشاكل في التنفس أو توقف التنفس.[٦]
  • التّبول أو التّبرز اللاإرادي.[٦]
  • السقوط المفاجئ من دون سبب واضح.[٦]
  • عدم الاستجابة للضجيج أو الكلام لفترات وجيزة.[٦]



أثناء النوبة قد تصبح شفاه الطّفل مائلة للون الأزرق وقد لا يكون تنفسه طبيعيًا، وبعد النوبة قد يشعر الطّفل بالنعاس أو الارتباك، وقد تكون أعراض النوبة مثل أعراض الحالات الصحية الأخرى، لذلك يجب أخذ الطفل لزيارة الطّبيب من أجل التشخيص.




من هو الطّبيب الذي يمكنه تشخيص الصرع عند الأطفال؟

يتم تشخيص الصرع عند الأطفال من قبل طبيب أعصاب الأطفال وهو طبيب متخصص في مشاكل الدماغ والحبل الشّوكي والجهاز العصبي ككُل.[١٠]


كيف لي أن أُساعِد طفلي؟

معظم الأطفال الذين يُعانون من الصرع يمكنهم مُمارسة حياتهم بصورةٍ طبيعيّة، ولكن سيتطلّب الأمر بعض الرّعاية والاهتمام لكي لا يشعروا بأي شُعور سلبيّ تجاه نفسهم، وفيما يأتي توضيح لأبرز النّقاط التي يجب على الأهل مُراعاتها مع أطفالهم المُصابين بالصّرع:

  • التأكيد على ضرورة التزام الطفل بأخذ الدواء الموصوف.[١٠]
  • حثّ الطّفل على النّوم بانتظام، وتجنّب الإجهاد المفرط.[١٠]
  • طلب المساعدة من الطّبيب في حال ملاحظة وجود مشاكل في تعلم الطفل أو سلوكه.[١٠]
  • الحرص على سلامة الطفل أثناء نوبة الصّرع، وذلك من خلال توعية الأهل والأقارب والمُحيطين بآلية التصرف السليم مع الطفل أثناء حدوث النوبة.[١٠]
  • تشجيع الطفل على أن يُمارِس حياته بشكلٍ طبيعيّ، والالتزام بنصائح الطبيب حيال الأنشطة التي يُفضل أن يبتعد عن ممارستها.[١١]


المراجع

  1. "/Epilepsy-in-Children-Diagnosis-and-Treatment.", healthychildren, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  2. "Diagnosing Epilepsy & Seizure Disorders in Children", nyulangone, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  3. "Diagnostic Testing for Pediatric Epilepsy", uchicagomedicine, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  4. "Epilepsy", mayoclinic, 27/3/2021, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  5. "Seizures in Children | Diagnosis & Treatment", childrenshospital, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Seizures and Epilepsy in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  7. William Moore (8/3/2020), "Tests to Diagnose Focal Onset Seizures in Children", webmd, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  8. "Epilepsy in Children: Diagnosis & Treatment", healthychildren, 29/1/2020, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  9. "Epilepsy in childhood", epilepsysociety, 29/5/2021, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "Epilepsy", kidshealth, 26/8/2017, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  11. "Epilepsy", rch, 30/6/2018, Retrieved 13/9/2021. Edited.