الشلل الدماغي (Cerebral Palsy - CP) مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر في قدرة الشّخص على الحركة والحفاظ على التوازن والوضعية، ويُعد أكثر الإعاقات الحركية شيوعًا في سنّ الطفولة،[١] ولكن ما هو سبب حُدوثه؟
أسباب الشلل الدماغي عند الأطفال
يحدث الشلل الدماغي نتيجةً لإصابةٍ أو تشوه في دماغ الطفل سواء أكان ذلك قبل الولادة أو خلالها أو بعدها مباشرةً، وإنّ كيفية تأثير إصابة الدماغ في الأداء الحركي للطفل وقدراته الذهنية تعتمد بشكلٍ كبير على طبيعة إصابة الدماغ، ومكان حدوث الضرر، ومدى شدته،[٢] وتشمل أسباب الشلل الدماغي عند الأطفال بكل مما يلي:
- اضطرابات في تكوين الدّماغ بفعل العوامل الجينية والبيئية خِلال مرحلة الحمل.[٢]
- ضعف مادّة الميالين (Myelin) قبل الولادة، إذ إنّ الميالين مسؤول عن انتقال الإشارات بين الخلايا العصبية، وتتعطل وظيفة الدماغ عندما يوفر الميايلين الضعيف غطاءً وقائيًا غير كافٍ فوق الخلايا العصبية التي تساعد على انتقال الإشارات.[٢]
- انقطاع الأُوكسجين عن الطّفل أثناء الوِلادة.[٣]
- عدم الحصول على ما يكفي من الدم، أو العناصر الغذائية الأخرى قبل الولادة أو أثناء الوِلادة.[٣]
- نمو الدماغ غير الطبيعي نتيجةً لحدوث تشوهات تؤثر سلبًا في نقل إشارات الدماغ كالتعرّض لإصابة خطيرة في الرأس، أو عدوى خطيرة يمكن أن تصيب الدماغ كالتهاب السحايا (Meningitis).[٤][٣]
- تلف المادة البيضاء في الدماغ، والتي ترسل إشارات في جميع أنحاء الدماغ وبقية الجسم، ويمكن أن يؤدي تلف المادة البيضاء إلى تعطيل الإشارات بين الدماغ والجسم التي تتحكم في الحركة، ومن الجدير بالذكر أن المادة البيضاء في دماغ الجنين تكون أكثر حساسية للإصابة بين الأسبوعين 26 - 34 من الحمل، ولكن يمكن أن يحدث الضرر في أي وقت أثناء الحمل.[٤]
- نزيف في المخ نتيجةً لإصابة الجنين بسكتة دماغية، ويحدث ذلك عند انسداد أو كسر الأوعية الدموية في الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الدماغ.[٤]
- أسباب وراثية تتمثل بانتقال بعض المشاكل التي تؤثر في نمو الدماغ من الوالد إلى الطفل.[٣]
عوامل تزيد من خَطر الإصابة
على الرغم من أن عوامل الخطر لا تسبب الشلل الدماغي، إلا أن وجودها قد يزيد من فرصة الإصابة، وتتضمن هذه العوامل ما يلي:[٥]
- الولادة المبكرة قبل 37 أسبوعًا من إتمام الحمل.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- الحمل بتوأم أو ثلاثة أو أكثر؛ إذ يزيد هذا الأمر من فرصة الخداج، وانخفاض الوزن عند الولادة.
- عدم قدرة المشيمة على تزويد الجنين بالأكسجين والمواد المغذية.
- عدم توافق فصيلة الدم بين الأم والطفل.
- الجنس؛ فالذكور أكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي من الإناث.
- إصابة الطفل باليرقان الشديد بعد الولادة بقليل.
- مشاكل تخثر الدم.
- إصابة الأم في وقت مبكر من الحمل بالحصبة الألمانية، أو غيرها من الأمراض الفيروسية.
- إصابة الأم أو الجنين أو الرضيع بعدوى بكتيرية تهاجم الجهاز العصبي المركزي للطفل.
هل ينتقِل الشّلل الدّماغي بين العائلات؟
من غير الشّائع أن ينتقل الشّلل الدّماغي بين العائلات، إذ إنّ 1% فقط من المصابين بالشلل الدماغي يكون لديهم شقيق مصاب به أيضًا، كما أنّ الشلل الدماغي غير شائع لدى التوائم أيضًا، فعند إصابة أحد التوأمين بالشلل الدماغي فإنّ أخاه التّوأم لن يكون مُصابًا بالشّلل الدّماغي بنسبة 90%.[٦]
أعراض الشلل الدماغي عند الأطفال
تتضمن آثار وأعراض الشلل الدماغي عند الأطفال ما يلي:[٧]
- بطء أو تأخر في النمو؛ إذ قد يكون الطفل المصاب بالشلل الدماغي أبطأ من الأطفال الآخرين في رفع رأسه أو الجلوس.
- حركات الجسم غير المتكافئة.
- ضعف التحكم في العضلات.
- تشنجات العضلات أو تصلّبها عند محاولة تحريك المفاصل.
- صعوبات في الحركة، والتواصل، والتغذية، والنوم.
- الألم.
- الإعاقة الذهنية، أو صعوبات واضطرابات التعلم التي يعاني منها حوالي 45% من الأطفال المصابين بالمرض.
- صعوبات في السلوك.
- ضعف الرؤية.
- فقدان السمع.
- مشاكل صحية أخرى بما في ذلك الارتجاع المعدي المريئي، والإمساك، والصرع، ومشاكل العظام، والتهابات الصدر المتكررة.
هل هُناك علاج للشلل الدماغي؟
للأسف لا يوجد علاج للشلل الدماغي، ولكن يمكن لبعض العلاجات والإجراءات أن تُساعد الأطفال على النمو والتطور إلى أقصى إمكاناتهم، منها:[٨]
- العلاجات التي تهدف إلى مساعدة الطفل على الحركة، والتعلم، والكلام، والسمع، والتنمية الاجتماعية، والعاطفية.
- العلاجات الدوائية التي توصف للأطفال الذين يعانون من آلام شديدة وتيبس في العضلات، ويمكنهم تناول الدواء عن طريق الفم، أو الحصول عليه من خلال مضخة توضع تحت الجلد.
- التدخل الجراحي والذي يمكن أن يساعد على إصلاح الوركين المخلوعين وتقوّس الظّهر.
- استخدام دعامات الساق للمساعدة على المشي.
- التغذية الصحية والمتوازنة التي تهدف إلى تحسين صحة عظام الأطفال، وتشمل تناول وجبات طعام غنية بالكالسيوم وفيتامين د والفوسفور؛ إذ تساعد هذه العناصر الغذائية على الحفاظ على قوة العظام.
المراجع
- ↑ "What is Cerebral Palsy?", cdc, 2/9/2021, Retrieved 11/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Causes of Cerebral Palsy", cerebralpalsy, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Susan C. Kim, Brian D. O'Brien , John Pope et.al (22/8/2019), "Cerebral Palsy", healthlinkbc, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What causes cerebral palsy?", nih, 11/5/2021, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ↑ "Causes of Cerebral Palsy", Cerebral Palsy Alliance Research Foundation, Retrieved 21/9/2021. Edited.
- ↑ "What Causes Cerebral Palsy?", cerebralpalsy, Retrieved 23/9/2021. Edited.
- ↑ "Cerebral palsy", Raising Children Network , 23/8/2021, Retrieved 11/9/2021. Edited.
- ↑ M. Wade Shrader and Margaret Salzbrenner (1/9/2018), "Cerebral Palsy (CP)", kidshealth, Retrieved 11/9/2021. Edited.