تتطلب حالات الصرع علاجًا فوريًا، حيث يؤدي عدم علاجه إلى زيادة خطر إصابة الأطفال بالعديد من المضاعفات، وبحسب موقع جامعة آيوا (University of Lowa) تقدر نسبة الأطفال الصغار المصابين بالصرع المسيطر عليه باستخدام واحد أو أكثر من الأدوية المضادة للتشنجات حوالي 75% من الحالات، فكيف يتم علاج الصرع عند الأطفال؟[١]



أدوية علاج الصرع

بشكلٍ عام تتم السيطرة على الصرع ونوباته من خلال أدوية يطلق عليها الأدوية المضادة للتشنجات أو الأدوية المضادة للصرع.[٢]


هل تضمن الأدوية علاج الصرح بشكلٍ نهائي؟

الإجابة لا، لا يمكن علاج الصرع بشكل نهائي، إذ إنّ الأدوية المستخدمة لذلك تمنع حدوث النوبات أو على الأقل تقليل فرص حدوثها بدون أي آثار جانبية أو ظهور القليل منها، وعادةً ما تستجيب نوبات الصرع بشكل جيد للأدوية، إذ يعيش معظم الأطفال المصابين بالصرع طفولة طبيعية ونشطة.[٣]


ما هي أسس اختيار أدوية الصرع؟

يتم تحديد نوع الدواء المناسب للطفل بناءً على نوع نوبة الصرع لديه، وعمر الطفل، والآثار الجانبية، للدواء والتكلفة، وسهولة استخدامه،[٢] كما يقوم الطبيب المختص أيضًا بالمقارنة بين مخاطر حدوث النوبات مع مخاطر وفوائد أخذ الدواء لتحديد العلاج المناسب.[٣]


ما هي أنواع أدوية علاج الصرع؟

يوجد العديد من التركيبات الدوائية التي يتم استخدام لعلاج الصرع عند الأطفال، ومن أشهرها الآتي:[٤]

  • الكاربامازيبين (Carbamazepine) واسمه التجاري كارباتول (®Carbatrol) أو تيغريتول (®Tegretol).
  • الفينيتوين (Phenytoin) واسمه التجاري ديلانتين (®Dilantin).
  • الفالبروات (Valproate) أو حمض الفالبرويك (Valproic acid) واسمه التجاري ديباكوت (®Depakote) أو ديباكين (®Depakene).



ينبغي إبلاغ الطبيب عن أي أدوية أو مكملات يأخذها الطفل بشكل مزمن، وذلك لتجنب أي تعارض بين هذه الأدوية وأدوية علاج الصرع.




ما هي جرعة الدواء المناسبة للأطفال؟

بداية يتم إعطاء الطفل جرعات منخفضة من الأدوية المضادة للتشنجات، ومن ثم يقوم الطبيب بزيادتها تدريجيًا حتى يصل للجرعة المناسبة لحالة الطفل والتي يتوجب أن تكون فعالة في السيطرة على نوبات الصرع، ومن الجدير ذكره بأنَّ يتوجب على الأطفال تناول الأدوية بشكل يومي وبالوقت ذاته للحصول على أفضل النتائج،[٥] ومن الممكن أن يقرر الطبيب التوقف عن إعطاء الأدوية للطفل في بعض الحالات، مثل مرور سنوات دون حدوث أي نوبات صرع مع استخدام الدواء، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة عدم التوقف عن أخذ الدواء ما لم يقرر الطبيب ذلك.[٦]



في حال عدم السيطرة على نوبات الصرع بالرغم من استخدام الدواء، فقد يصف الطبيب دواء آخر، وقد تتطلب بعض الحالات بأن يأخذ الطفل أكثر من دواء للسيطرة على نوبات الصرع.




نصائح أثناء استخدام أدوية الصرع

من أبرز النصائح التي يتوجب الانتباه لها أثناء استخدام أدوية الصرع للأطفال الآتي:[٧]

  • أخذ الجرعة الصحيحة للدواء الموصوف في موعدها المحدد.
  • توفير عبوة جديدة من الدواء قبل نفاذ العبوة المفتوحة للاستخدام.
  • الاحتفاظ بأدوية الصرع في مكان آمن، وبعيدًا عن متناول الأطفال الصغار.
  • الاحتفاظ بالأدوية في مكان جاف، وفي زجاجة الدواء ذاتها.
  • التخلص من الأدوية منتهية الصلاحية بشكل صحيح.
  • التحقق من توفر الأدوية في الصيدلية المتاحة والقريبة.


ما هي الإجراءات التي يتوجب القيام بها عند نسيان أو تفويت جرعة الدواء؟

يجب تناول الجرعة المنسية من دواء الصرع فور تذكرها، بينما في حال تم تذكرها في موعد الجرعة التالية فيتم تجاوز الجرعة المنسية وتناول الجرعة الجديدة بالوقت المعتاد، مع الانتباه لعدم إعطاء الطفل جرعة مضاعفة من الدواء، أما في حال نسيان أكثر من جرعة فيتوجب مراجعة الطبيب المختص.[٧]


علاجات أخرى للصرع

كما ذكر سابقًا بأنَّه يتم علاج الصرح بداية بالأدوية، أما في حال فشلها قد يلجأ الطبيب لعلاجات أخرى كالآتي:[٣]


النظام الغذائي الكيتوني

يعتبر النظام الغذائي الكيتوني (Ketogenic diet) أحد علاجات الصرع المعروفة منذ القِدم، وما زال حتى الآن يُمثل أحد العلاجات الفعالة لبعض الأفراد المصابين بالصرع، حيث يستند النظام على منع الجسم من الحصول على الكربوهيدرات، مما يحفز عملية إطلاق فئة من المواد الكيميائية في الدم تسمى الكيتونات، والتي قد يساعد وجودها على منع حدوث بعض النوبات، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع الأطفال نظام غذائي غني بالدهون.[١]


الجراحة

يعد قيام الطبيب بالعلاج الجراحي لمريض الصرع من الخيارات العلاجية الفعالة في السيطرة على نوبات الصرع خاصة للذين يعانون من الصرع الناجم عن خلل في منطقة معينة في الدماغ، ولم يستجب للعلاج بالأدوية، إذ تساعد العملية إلى حد ما على تحسين الإدراك، والسلوك، وجودة حياة المصاب.[٨]


تحفيز العصب المبهم

يتم تحفيز العصب المبهم (Vagus nerve stimulation) عن طريق وضع جهاز صغير جراحيًا في جدار الصدر العلوي الأيسر، ويتم توصيله بالعصب المبهم الأيسر، حيث يعمل الجهاز على البطارية، وقد يقلل هذا الجهاز من نوبات الصرع بنسبة تصل إلى 50% لدى حوالي 50% من المرضى الذين يستخدمون الجهاز المحفز للعصب المبهم، ومن الجدير ذكره بأنَّه يمكن استخدام هذا الجهاز بشكلٍ آمن للمرضى الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا فما فوق والذين يعانون من نوبات جزئية لا يمكن السيطرة عليها بالأدوية وغير مرشحين للخضوع للجراحة لعلاج الصرع، وإلى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة للجهاز.[٩]


ما هي الإجراءات التي تساعد الطفل على التعايش مع الصرع؟

يمكن تشجيع الطفل على التعايش مع مرض الصرع من خلال اتباع النصائح التالية:[١٠]

  • حرص الوالدين على التعرف على نوع الصرع الذي يعاني منه طفلهم بأكبر قدر ممكن من المعلومات.
  • تجنب جعل الطفل يشعر وكأنه عبء على والديه.
  • مساعدة الطفل على فهم الجرعات التي يحتاجها من الأدوية، بالإضافة إلى توعيته بالآثار الجانبية المحتمل ظهورها.
  • التحدث إلى الطبيب قبل إعطائه أي أدوية أخرى والتي قد تتعارض مع أدوية الصرع.
  • تشجيع الطفل على الحصول على قسط كافٍ من النوم وتطوير العادات الصحية لديه.
  • اصطحاب الطفل لرؤية الطبيب والقيام بالفحوصات بانتظام.
  • التأكد من أنّ الطفل يرتدي خوذة عند ممارسة الرياضة التي يُحتمل فيها التعرض لإصابات على الرأس.


دواعي مراجعة الطبيب

بعد تشخيص مرض الصرع، يحتاج الطفل لزيارة الطبيب المختص بشكلٍ دوري، ولكن تجدر الإشارة إلى أن بعض الحالات تستدعي زيارة الطبيب على الفور، وتشمل ما يلي:[٧]

  • تكرار حدوث نوبات الصرع بشكلٍ أكبر من المعتاد.
  • ملاحظة ظهور آثار جانبية للأدوية.
  • ملاحظة سلوكيات غير طبيعية للطفل لم تكن موجودة من قبل.
  • إصابة الطفل بالضعف، أو مشاكل في الرؤية أو التوازن.


المراجع

  1. ^ أ ب "Epilepsy in young children: What is the treatment?", uichildrens, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Seizures and Epilepsy in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Epilepsy in children", betterhealth, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  4. "Drugs for Children With Epilepsy", webmd, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  5. "Treating children with epilepsy", .epilepsy, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  6. "Epilepsy in Children: Diagnosis & Treatment", healthychildren, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Epilepsy in children - discharge", medlineplus, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  8. "Epilepsy in Children and Young People", patient, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  9. "Advanced Care for Children with Epilepsy & Seizure Disorders", uhhospitals, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  10. "Causes, Symptoms, and Treatment of Epilepsy in Children", healthline, Retrieved 19/9/2021. Edited.