أمراض القلب الخلقية عند الأطفال

إنّ مرض القلب الخلقي لدى الأطفال هو أحد المشاكل الصحية التي تظهر منذ ولادة الطفل، وتتمثّل بوجود عيب خلقي في قلب الطفل ممّا يؤدي إلى ظهور تغير في تدفق الدم عبر القلب، وتعدّ أمراض القلب الخلقية من العيوب الخلقية الأكثر شيوعًا عند الأطفال، إذ إنّها تصيب ما يقارب 8 من كل 1000 مولود جديد، وفي حين أنها قد لا تسبب ظهور العديد من الأعراض عند البعض، إلا أنها قد تكون خطيرة عند البعض الآخر بناء على نوع العيب الخلقي، ومن الجدير ذكره أنّ الكشف المبكر عن هذه العيوب يساعد على منع تطور الحالة وظهور مشاكل صحية أخرى.[١]


أسباب أمراض القلب الخلقية

تظهر أمراض القلب الخلقية نتيجة لحدوث خلل في تطور القلب خلال مراحل النمو المبكرة للجنين، وقد ترتبط عيوب القلب الخلقية بمشاكل في الجينات أو الكروموسومات (مثل متلازمة داون)، وفيما يلي توضيح لبعض العوامل التي تؤدي لزيادة احتمال الإصابة بعيوب القلب الخلقية:[٢]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب الخلقية.
  • إصابة الأم بالسكري أثناء الحمل.
  • تناول الأم بعض الأدوية أثناء الحمل، مثل مضادات الصرع، أو مضادات التخثر.
  • تدخين المرأة أثناء الحمل.[٣]
  • إصابة الحامل بالسمنة.[٣]
  • إصابة الحامل بعدوى فيروسية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مثل الحصبة الألمانية.[٤]



يخضع الأشخاص عادة لتطعيم ضد الحصبة الألمانية في مرحلة الطفولة، وينبغي على السيدات إخبار الطبيب في حال عدم تلق المطعوم من قبل، ويجدر الانتباه إلى أنّه لا بدّ من الانتظار لمدة شهر على الأقل بعد تلقي المطعوم قبل الحمل.




أعراض أمراض القلب الخلقية

هناك العديد من الأعراض المرافقة لأمراض القلب الخلقية، وعادة ما يمكن ملاحظتها بعد الولادة، أو خلال الأشهر القليلة الأولى من الحياة، ومن الأعراض ما يلي:[٥]

  • تغير لون الجلد إلى الرمادي الباهت، أو الأزرق.
  • ملاحظة زيادة سرعة تنفس الطفل.
  • حدوث تورم في الساقين، أو البطن، أو المناطق حول العينين.
  • حدوث ضيق التنفس أثناء الرضاعة.
  • ملاحظة بطء في اكتساب الطفل للوزن.



من الممكن عدم ملاحظة الأعراض على الأطفال في حالات عيوب القلب الخلقية الأقل شدة إلا لمراحل لاحقة من الطفولة، حيث يُلاحظ على الطفل الشعور بضيق التنفس، والتعب بسهولة أثناء ممارسة الرياضة أو النشاطات المختلفة، وقد يصاب بالإغماء في بعض الحالات.




فحص وتشخيص أمراض القلب الخلقية

عادة ما تساعد الفحوصات الروتينية أثناء الحمل على الكشف عن أمراض القلب الخلقية، مثل فحص الموجات فوق الصوتية، ويتم الكشف حالات أمراض القلب الخلقية لاحقا من خلال الأعراض التي يعاني منها الطفل، ويوصي الطبيب بإجراء المزيد من الفحوصات إذا اشتبه بإصابة الطفل بأي من أمراض القلب والشرايين،[٦] ومن الاختبارات التي قد يوصي بها الطبيب لتحقيق هذا ما يلي:[٧]

  • قياس النبض: يتضمن هذا الفحص استخدام جهاز استشعار يوضع على طرف أصبع الطفل، لقياس كمية الأكسجين في دم الطفل، إذ إنّ نقص الأكسجين قد يكون علامة على وجود مشكلة في القلب أو الرئة.
  • مخطط كهربية القلب: (ECG) يعمل هذا الفحص على تسجيل النشاط الكهربائي لقلب الطفل، ممّا يمكن الطبيب من تشخيص عيوب القلب، أو مشاكل ضربات القلب.[٨]
  • مخطط صدى القلب (إيكو): يعمل هذا الفحص على إنتاج صور لقلب الطفل أثناء الحركة من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية، كما يمكن الطبيب من رؤية صمامات القلب وعضلة القلب، ويمكن إجراء هذا الفحص للجنين وهو في رحم أمه.[٨]
  • الأشعة السينية للصدر: تساعد الأشعة السينية على تحديد علامات وجود عيوب القلب عند الطفل، مثل تضخم القلب، أو وجود دم إضافي في رئتي الطفل، أو أي سوائل أخرى.[٨]
  • قسطرة القلب: يسعى الطبيب في هذا الفحص إلى توفير معلومات أكثر تفصيلًا عن قلب الطفل ووظائفه، وتدفق الدم، ويتضمن إدخال أنبوب مرن ورفيع يطلق عليه اسم القسطرة في أحد الأوعية الدموية ثمّ توجيهه إلى القلب.[٩]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب: (MRI) يساعد هذا الفحص على إجراء قياس دقيق لحجرات القلب، إذ إنّه يعمل على إنتاج صورًا ثلاثية الأبعاد للقلب، ويعد من الطرق الشائعة لتشخيص عيوب القلب لدى البالغين والمراهقين.[٩]


أنواع عيوب القلب الخلقية

هناك العديد من أنواع عيوب القلب الخلقية، والتي تؤثر في جدار اقلب، وصماماته، والأوعية الدموية، ومنها نذكر التالي:[١٠]


عيوب القلب التي تؤدي إلى زيادة تدفق الدم عبر الرئتين

تؤدي مثل هذه المشاكل إلى زيادة ضغط الدم، والضغط في الرئتين، إذ إنها تعمل على إعادة دوران الدم الغني بالأكسجين عبر الرئتين، علمًا أنّ الطبيعي أن ينتقل هذا الدم إلى الجسم، ومن هذه العيوب ما يلي:

  • عيب الحاجز الأذيني: (ASD) يشير هذا العيب إلى اختلاط الدم الموجود في الأذين الأيمن من القلب مع الدم الموجود في الأذين الأيسر، نتيجة وجود ثقب في الجدار الذي يتواجد بين الحجرتين العلويتين، أو الأذين الأيمن والأيسر للقلب.
  • عيب الحاجز البطيني: (VSD) يعرف بأنّ الدم سيضخ مرة أخرى إلى الرئتين بدلًا من الجسم، نتيجة وجود ثقب في الحاجز الذي يفصل بين حجرات القلب السفلية أو منطقة البطينين.


عيوب القلب التي تسبب نقصًا في تدفق الدم عبر الرئتين

تؤدي مثل هذه المشاكل إلى عدم حصول الجسم على كمية كافية من الأكسجين، وبالتالي ازرقاق جسم الطفل، نتيجة وصول الدم الذي يفتقر إلى الأكسجين إلى الجسم بدلًا من الرئتين،[١١] ومن أمثلة هذه المشاكل ما يلي:

  • الرتق: ويعني أنّ الصمام الموجود في القلب يفتقر إلى وجود فتحة تسمح بمرور الدم، أو أنه لم يتشكل بالشكل الصحيح، وهذا يؤدي عادة إلى حدوث مشاكل قلبية معقدة.[١١]
  • تبديل الشرايين الكبيرة: في هذا المرض يحدث أن تكون الحجرتين اليمنى واليسرى في قلب الطفل معكوسة، مما يؤدي إلى ضعف كفاءة البطين الأيمن بالعمل مع مرور الوقت، إذ إنّه يحتاج لضخ الدم بقوة أكبر.[١١]


عيوب القلب التي تسبب نقصاً في تدفق الدم إلى الجسم

يكون هذا نتيجة انسداد الأوعية الدموية أو وجود مشاكل في حجرات القلب، ممّا يسبب وصول كمية قليلة من الدم إلى الجسم، ومن أمثلته ما يلي:[١١]

  • تضيق صمامات القلب، أو تيبسها، أو وجود مشاكل بها تؤدي إلى إغلاقها، أو عدم السماح للدم بالمرور خلالها بسهولة.
  • شذوذ إبشتاين: ويعني وجود مشكلة تمنع انغلاق الصمام ثنائي الشرفات بإحكام.[١٢]
  • ارتجاع الصمامات: وتعني أن الصمامات لا تغلق بإحكام، وهذا يسبب رجوع الدم إلى الخلف عبرها بشكل خاطئ.[١٢]
  • عدم تشكل الصمام بشكل صحيح.[١٢]
  • تضيق الصمام الرئوي: ويرافقه إجهاد البطين الأيمن من القلب في الحالات الشديدة، ويمكن علاجه بالقسطرة، ويعدّ عيب الصمام الأكثر شيوعا عند حديثي الولادة.[١٢]
  • عيب القناة الأذينية البطينية الكامل: (CAVC) ويعني وجود ثقب في القلب يؤثر في الحجرات الأربعة، ويعد أخطر عيوب الحاجز، إذ إنّه يمنع الدم الغني بالأكسجين من الذهاب إلى الجسم بالشكل الصحيح.[١٢]
  • رباعية فالو: وتشير إلى الإصابة بمزيج من أربعة عيوب وفق التالي:[١٣]
  • عيب كبير في الحاجز البطيني.
  • وجود جدار سميك حول البطين الأيمن أو الحجرة السفلية.
  • وقوع الشريان الأورطي فوق الفتحة الموجودة في جدار البطين.
  • تيبس الصمام الرئوي الذي يمنع الدم من التدفق بسهولة من القلب إلى الرئتين.


علاج أمراض القلب الخلقية

عادة ما يكون العلاج اعتماد على نوع مرض القلب الخلقي وشدته،[١٤] بالإضافة لعمر الطفل، وحجمه، وصحته العامة،[١٥] فبعض الحالات لا تستدعي اللجوء إلى أي علاج، في حين أن البعض الآخر يتطلب ذلك،[١٤] ومن العلاجات المتاحة تناول بعض الأدوية التي يصفها الطبيب، وإجراءات القسطرة والجراحة وربما الحاجة لزرع القلب، كما يجدر العلم أنّ هناك بعض الحالات التي يمكن علاج الجنين فيها أثناء وجوده في الرحم.[١٥][١٦]



لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار أنّ غالب الحالات تستدعي العلاج طوال الحياة، ومراجعة متخصصة أثناء مرحلة الطفولة والبلوغ، نظرًا لوجود احتمالية تطور مشاكل أخرى بمرور الوقت، مثل مشاكل في نظم القلب أو الصمامات.




الوقاية من أمراض القلب الخلقية

في الحقيقة قد يصعب منع الإصابة بأمراض القلب الخلقية، إذ إنّ السبب الدقيق لمعظم الحالات قد يكون غير معروف، ولكن من الممكن لإجراء الاختبارات والفحوصات الجينية أثناء الحمل أن يساعد على معرفة ذلك بشكل مبكر، كما أنّ هناك بعض الإجراءات التي يمكنك اتباعها لتقليل فرصة إصابة طفلك بأمراض القلب الخلقية، ومنها نذكر ما يلي:[١٧]

  • احرصي على الحصول على الرعاية الصحية المناسبة قبل الولادة: بما في ذلك الفحوصات الروتينية بشكل منتظم أثناء الحمل، فهذا يحافظ على صحتك وصحة الطفل.
  • تناولي فيتامينات متعددة مع حمض الفوليك: إذ إنّ تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًّا أثناء الحمل يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب الخلقية، والعيوب الخلقية في الدماغ والحبل الشوكي.
  • أقلعي عن التدخين: واحرصي على الابتعاد عن دخان الآخرين.
  • احصلي على لقاح الحصبة الألمانية: واحرصي أن يكون هذا قبل الحمل.
  • استشيري طبيبك لضبط نسبة السكر في الدم: ففي حال إصابتك السكري لا بد من السيطرة على مستويات السكر في الدم، لتقليل فرصة إصابة الطفل بأمراض القلب الخلقية.[٧]
  • استشيري طبيبك قبل تناول أي دواء: ويتضمن ذلك الأدوية بوصفة أو بدون وصفة طبية.[٧]


المراجع

  1. "Pediatric Congenital Heart Disease", intermountainhealthcare, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  2. "Understanding your congenital heart condition", bhf, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "What are Congenital Heart Defects?", cdc, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  4. "Congenital Heart Disease Explained", webmd, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  5. "Congenital heart defects in children", mayoclinic, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  6. "Congenital Heart Disease", chop, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Congenital heart defects in children", jpeeiclinic, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Congenital heart defects in children", drugs, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Congenital heart defects in children", msn, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  10. "Congenital Heart Disease", stanfordchildrens, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث "Congenital Heart Disease", urmc.rochester, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج "What Are the Types of Congenital Heart Defects?", webmd, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  13. "What Are the Types of Congenital Heart Defects?", healtiyer, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  14. ^ أ ب "Congenital Heart Defects", childrenshospital, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "Congenital Heart Defects", medlineplus, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  16. "Preventing and Treating Birth Defects: What You Need to Know", hopkinsmedicine, Retrieved 4/12/2021. Edited.
  17. "Congenital heart defects in children", stclair, Retrieved 4/12/2021. Edited.