متلازمة راي عند الأطفال

تُعتبر متلازمة راي (Reye's Syndrome) أحد أنواع المتلازمات الخطيرة ونادرة الحدوث، إذ تسبّب تلفًا وتورّمًا في الكبد والدّماغ، إذ قد تؤدّي إلى حدوث إصابةٍ دماغيّةٍ دائمة أو الوفاة إن لم تعالج على الفور، وتُصيب متلازمة راي الأشخاص في أيِّ عمرٍ، ولكن غالبًا ما تؤثّر في الأطفال والشباب الّذين تقلُّ أعمارهم عن 20 عامًا، كما تظهر عند الأطفال والمراهقين الّذين يتعافون من أمراضٍ فيروسيّةٍ مثل الإنفلونزا أو جدري الماء.[١][٢]


أعراض متلازمة راي

يُعاني كُلِّ طفلٍ مصاب بمتلازمة راي من أعراضٍ مختلفة، ويعود سبب ذلك إلى احتماليّة معاناة الطفل من مرض فيروسيّ مثل عدوى الجهاز التنفسي، أو جدري الماء، أو الإسهال قبل معاناته من أعراض المتلازمة، وفيما يلي الأعراض الأكثر شيوعًا لمتلازمة راي:[٣][٤]

  • سرعةٌ معدّل ضربات القلب والتنفّس.
  • الخمول أو النُّعاس.
  • البكاء بصوتٍ عالٍ.
  • اتّساع حدقة العين.
  • انتفاخ اليافوخ، وهي بقعة ليّنة توجد على الجزء العلوي من رأس الرّضيع.
  • الإصابة بالنوبات.
  • زيادة التهيّج، والعدوانية.
  • دخول الطفل في غيبوبة.


أسباب وعوامل خطر الإصابة بمتلازمة راي

لسوء الحظ أن السّبب الدّقيق لمتلازمة راي غيرَ معروفٍ إلى الآن، ولكن هناك عدّة عوامل تلعب دورًا في تطورّها؛ فقد تنشأ متلازمة راي عند استخدام دواء الأسبرين لعلاج مرضٍ أو عدوى فيروسيّة بما في ذلك الإنفلونزا وجدري الماء، كما يُمكن أن تُصيب الأطفال والمراهقين الذين يُعانون من اضطراب أكسدة الأحماض الدهنية الكامنة -وهو اضّطرابٌ يكون الجسم فيه غير قادر على تكسير الأحماض الدُّهنيّة بسبب فقدان الإنزيم أو عدم عمله بشكلٍ صحيح-.[٥][٦]




في بعض الحالات قد يُظهر أعراضًا مشابهة لمتلازمة راي بسبب التعرّض لبعض السّموم مثل: المبيدات الحشريّة، ومبيدات الأعشاب، ومخفّف الطلاء، ولكن لا تُعتبر هذه السّموم سببًا رئيسيًّا في الإصابة بمتلازمة راي.




تشخيص متلازمة راي

بداية لتشخيص الإصابة بمتلازمة راي ينبغي استبعاد الحالات التي يمكن أن تُسبّب أعراضًا مماثلة لها؛ نظرًا لأنَّ المتلازمة نادرة جدًّا، ويتم تشخيص متلازمة راي من خلال إجراء اختبارات الدم واختبارات البول لاكتشاف السّموم أو البكتيريا المتراكمة في الدّم إن وجدت، بالإضافة للتحقّق ممّا إذا كان الكبد يعمل بشكلٍ طبيعيّ، كما يُمكن إجراء اختبارات إضافيّة للتحقّق من وجود مواد كيميائيّة معيّنة قد تُشير إلى اضّطراب التمثيل الغذائي الوراثي، وفيما يأتي بعض الاختبارات الأخرى التي قد يُوصَى بها لتشخيص متلازمة راي:[٢][٧]

  • خزعة الكبد: هي إزالة عيّنة صغيرة من أنسجة الكبد وفحصها للبحث عن التغيّرات التي تحدث في الخلايا المرتبطة بمتلازمة راي.
  • التصوير الطبقي: يتم اللّجوء إلى التصوير الطبقي (CT scan) للتحقّق من وجود تورّم في الدّماغ.
  • أخذ عينة من السائل الموجود في العمود الفقري: وذلك باستخدام إبرة للتحقّق من وجود البكتيريا أو الفيروسات.
  • مراقبة الضغط داخل الجمجمة: يقيس هذا الاختبار الضغط داخل جمجمة الطفل.
  • مخطّط كهربيّة الدّماغ: يُسجّل هذا الفحص النشاط الكهربائي المستمر للدّماغ باستخدام أقطاب كهربائيّة موضوعة على فروة الرّأس.


علاج متلازمة راي

في الواقع لا يوجد علاج واحد يُعالج متلازمة راي، ولكن يُمكن للأطبّاء القيام ببعض الأمور المفيدة في إدارة المتلازمة ومنع الأعراض الأكثر خطورة، وفيما يأتي بعض الخطوات:[١][٢]

  • أدوية منع النزيف.
  • السوائل الوريديّة.
  • فيتامين ك، والصفائح الدمويّة، والبلازما الّتي تساعد على تكوين الجّلطات عند حالات نزيف الكبد.
  • مدرّات البول التي تُساعد على التخلّص من الملح والماء من الجسم وبالتالي وقف التورّم.
  • أدوية خفض مستوى الأمونيا.
  • مضادّات النوبات للسّيطرة على النوبات.
  • استخدام جهاز التنفس الصناعي إن كان الطفل بحاجة للمساعدة على التنفّس.


المضاعفات المحتملة لمتلازمة راي

لُحسن الحظ يبقى غالبيّة الأطفال والشباب الّذين يصابون بمتلازمة راي على قيد الحياة، وقد يتعافى البعض تمامًا منها نتيجة تطوّر التشخيص والعلاج، ومع ذلك، يمكن للمتلازمة أن تسبب تلفٍ دائم في الدماغ ناتجٍ عن تورّم الدماغ لدى بعض الأشخاص، وفيما يأتي بعض المضاعفات المحتملة لمتلازمة راي:[٢]

  • صعوبة في البلع.
  • فقدان الذاكرة وقلّة الانتباه والتركيز.
  • مواجهة صعوبات الكلام.
  • مشاكل في الحركة.
  • عدم القدرة على أداء المهام اليوميّة، مثل: استخدام المرحاض أو ارتداء الملابس.
  • فقدان البصر أو السّمع.


الوقاية من متلازمة راي

يوصي الأطبّاء بشدّة بتجنّب إعطاء الأسبرين أو أيّ أدوية تحتوي على الأسبرين للطّفل أو المراهق عندما يكون مصابًا بأيَّ مرضٍ فيروسي خاصّة جدري الماء أو الإنفلونزا، وإعطائه دواء أسيتامينوفين المتواجد بالصيدليات باسم بنادول (Panadol) أو دواء إيبوبروفين المتواجد بالصيدليات باسم (Brufen) بدلًا من الأسبرين لتخفيف الحمّى إن وجدت، ويُجدر بالذّكر أنّه تمّت الموافقة على استخدام دواء ايبوبروفين للأطفال الّذين تبلغ أعمارهم الستّة أشهر أو أكثر.[٨]


دواعي مراجعة الطبيب

ينبغي مراجعة الطبيب على الفور أو التوجّه إلى الطوارئ إذا ظهرت على الطفل أيّة من أعراض متلازمة راي أثناء الإصابة بمرض فيروسي أو بعد الإصابة مباشرة.[٧]



المراجع

  1. ^ أ ب Amita Shroff (1/12/2021), "What Is Reye's Syndrome?", webmd, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Reye's syndrome", nhs, 19/11/2019, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  3. "Reye Syndrome Symptoms & Causes", childrenshospital, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  4. Christopher P. Raab (4/2021), "Reye Syndrome", msdmanuals, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  5. "Reye's syndrome", mayoclinic, 15/8/2020, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  6. "MCAD deficiency", mayoclinic, 30/5/2020, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Reye Syndrome in Children", stanfordchildrens, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  8. "Reye Syndrome", healthychildren, 21/11/2015, Retrieved 16/9/2021. Edited.