أسباب الصرع عند الأطفال

يُصنّف مرض الصرع ضِمن أكثر اضطرابات الجهاز العصبي شيوعًا؛ إذ يُعاني الأطفال المُصابين بالصّرع بنوبات تشنجيّة متكررة،^[١] ولكن ما سبب الإصابة بهذا المرض؟

أسباب الصرع عند الأطفال

لا يُعرَف ما هو السبب الرئيسي وراء حدوث معظم حالات الصرع عند الأطفال، لكن قد يتواجد الصرع في بعض الحالات عند أكثر من فرد من أفراد العائلة وهنا يمكن أن يُعزى السّبب للعامل الوراثي،^[٢] كما قد تشمل الأسباب المحتملة أو عوامل خطر الإصابة بصرع الأطفال ما يلي:

• نقص الأكسجين للجنين: يمكن أن يؤدي نقصان وصول الأكسجين إلى الدماغ في حدوث الصّرع، وقد تؤثر الكثير من العوامل في مستويات وصول الأكسجين إلى دماغ الجنين وتقللها مثل تعرض الأم للاختناق أو الغرق، أو إصابتها بالسكتة القلبية، أو قد يحدُث نقص الأكسجين أثناء الوِلادة نتيجةً لإصابات الرأس أو غيرها من المضاعفات التي قد تحدث خلال الولادة.^[٣]
• التعرض لإصابة في الرأس: يمكن أن يسبب التعرض لصدمة أو إصابة دماغية عند الولادة أو بعد ذلك إلى حدوث الصرع، ومن المرجح أن يتعرض الأطفال الأكبر سنًّا والمراهقين إلى الصرع الناتج عن إصابات الدماغ أكثر من الأطفال الصّغار؛ لأنهم أكثر نشاطًا وأكثر عُرضة للحوادِث، وكلما كانت الإصابة أخطر زادت احتمالية تطور الصرع عند الأطفال في مراحل متقدمة من العمر وزادت خُطورته.^[٤]
• إصابة الدّماغ بالعدوى: قد تُسبب عدوى الدماغ الحادّة حدوث نوبات الصّرع المُتكررة، ويعتبر التهاب الدماغ (Encephalitis) الذي يسببه نوع معين من الفيروسات، والتهاب السحايا (Meningitis) الناتج عن حدوث التهاب أو عدوى للأغشية المحيطة بالدماغ أو الحبل الشوكي من أكثر أنواع الالتهاب التي تصيب الجهاز العصبي المركزي.^[٣]
• أسباب أُخرى:
• إصابة الطّفل بأورام الدّماغ الحميدة أو السّرطانيّة.^[٣]
• تعرّض الطّفل لسكتة دماغية.^[٣]
• تشوّهات الدّماغ الخلقيّة.^[٣]
• إصابة الأم بالعدوى أثناء الحمل.^[٥]
• سوء تغذية الأُم أثناء الحمل.^[٥]
• تناوُل الأُم بعض الأدوية خلال فترة حملها يجعل جنينها عُرضة أكبر للإصابة بالصرع.^[٦]
• اضطرابات التطور؛ يمكن أن يرتبط الصرع ببعض اضطرابات التطور كالتوحد والورم العصبي الليفي.^[٥]
• أسباب مجهولة، إذ في 60 - 70% من الحالات يكون من غير الممكن تحديد السبب الواضح للإصابة بالصرع.^[٤]

الصرع والجينات

يمكن أن تنتقل بعض أنواع الصرع في العائلات من فردٍ لآخر لكن باحتمالية ضئيلة حتى بوجود شكل وراثي من الصرع في العائلة، وعلى سبيل المثال:^[٧]

• قد تكون هُناك احتمالية لإصابة الطّفل بالصرع إن كان لديه أخًا مُصابًا به، وعلى الرغم من ذلك فإن معظم الأشقاء لا يصابون بالصرع.
• يكون خطر إصابة الطفل بالصرع أعلى قليلًا إن كان والده يعاني من الصرع.
• إذا كانت الأم تعاني من الصرع بوجود أب سليم فإن نسبة إصابة الطفل بالصرع تكون ضئيلة جدًا.
• إذا كان كلا الوالدين مصابين بالصرع فإن خطر إصابة الطفل يكون أعلى قليلاً.

مُحفزّات نوبة الصّرع

من أكثر العوامل المُحفزّة لحدوث نوبة الصرع شيوعًا ما يلي:

• التهيج أو الانفعال.^[٨]
• الإضاءة أو وميض الأضواء.^[٨]
• قلة النوم.^[٨]
• نسيان تناول جرعة الدواء الموصوف من مُضادات التشنجات.^[٨]
• القلق والتوتر.^[٨]
• تخطي تناول الوجبات الغذائية بانتظام.^[٨]
• التعب أو الضعف العام أو الحُمّى.^[٩]
• وفي حالات نادرة، قد تسبب الموسيقى أو الأصوات العالية مثل أجراس الكنائس تحفيز نوبة التشنجات.^[٨]

ماذا يحدث بالدماغ خلال نوبة الصّرع؟

أثناء النوبة تنشأ اندفاعات من النشاط الكهربائي في الدماغ شبيهة بالعاصفة الكهربائية، ويسبب ذلك النشاط العديد من الأعراض المختلفة على حسب نوع النوبة والجزء المتأثر من الدماغ، وقد تتخذ النوبات أشكال مختلفة وتؤثر في أطفال مُختلفين بطرق مختلفة، وقد يستمر الدّماغ بالقيام بوظائفه المُعتادة بصورة طبيعية أثناء النّوبة، فمن وظائف الدماغ المساعدة على الرؤية، أو الشعور، أو الحركة، وباختصارٍ وإيجاز، خلال النّوبة تبقى بعض أجزاء الدماغ تتصرف بصورة طبيعية على عكس البعض الآخر منها.^[١٠]