كيفية معالجة مغص الأطفال الرضع

يواجه حديثو الولادة في أسابيعهم الأولى العديد من التحدّيات والمشاكل الصّحية، مثل الإسهال، والتّقيؤ، والمغص، وسنتحدث في هذا المقال عن مغص حديثي الولادة، وطرق علاجه، وكيفية السيطرة عليه.^[١]

كيفية معالجة مغص الأطفال الرضع؟

يعتبر مغص الرّضع أمرًا طبيعيّ الحدوث في الأسابيع الأولى من عمر طفلك، ولكن قد يكون من الصّعب التخلّص منه بشكلٍ كامل، وقد يتلاشى تدريجيًا مع مرور الوقت، فلا يوجد علاجٌ نهائي ومباشر لإنهاء هذه المشكلة، وإنما هي مجموعة من الإجراءات التي يمكنك اتباعها، لمساعدة طفلك على التخلّص من المغص ودوّامة البكاء التي أصابته،^[٢] والتي نوضّحها على النحو التالي:

استراتيجيات التهدئة

تتضمن عملية تهدئة طفلك عدّة ممارساتٍ واستراتيجيات، وليس بالضّرورة نجاحها كلها فقد تختلف فاعليتها من طفلٍ إلى آخر، ومع التجربة والتكرار ستصبحين قادرةً على تحديد واختيار الطّريقة المناسبة لتهدئة طفلك،^[٣][٤] ومن هذه الطُرق:^[٤][٢]

• استجيبي سريعًا لبكاء طفلك ولامسي يديه، لأن ذلك يُشعِره بالأمان ويساعده على التوقف عن البُكاء.
• احرصي على إرضاع طفلك وتأكدي من شبعه بالإضافة إلى تغيير حفاظه، فهي من أهمّ الخطوات التي عليك اتباعها قبل أي إجراء.
• امنحي طفلك حمامًا دافئًا.
• قومي بتقميط طفلك ولفّه.
• قومي بجولة في السيارة برفقة طفلك، أو ضعيه في عربة الأطفال، أو استخدمي الكرسي الهزاز الخاص بالأطفال.
• شغّلي أصواتًا هادئة، أو أصواتًا مثيرة تلفت الانتباه من خارج الغرفة كصوت المكنسة الكهربائية أو مجففة الملابس.
• احملي طفلك بوضعية حرف C لتهدئته، لأن غالبية الأطفال أثناء موجة بكائهم يميلون إلى تقويس ظهورهم وتثبيت أرجلهم.^[٣]
• أسندي طفلك على ركبتيك ودلّكي ظهره برفق، أو ضعيه على مسندةٍ لطيفة ودلّكي بطنه برفق، إذ تساعد هذه العملية على تهدئة طفلك.
• أبقي ضوء غرفة طفلك خافتًا.^[٣]

التغذية

يحصل حديثو الولادة على الحليب من خلال طريقتين،^[٥] هما:

• الرضاعة الطبيعية: ينتقل عن طريق حليب الثدي المكونات التي تتألف منها الأطعمة والأشربة التي تتناولينها كمرضع يوميًا، لذلك:^[٦]
• قومي بإجراء فحص الحساسية لطفلك، لتتجنّبي تناول أيّ طعام يحتوي على مواد قد تسبب له الحساسية، وإن كان هذا هو المُسبب لمغص طفلك، فعادة ما سيرافقه أعراضًا أخرى كالإسهال والتقيؤ ونقصان في الوزن بالإضافة إلى الطفح الجلدي والقشعريرة، ولا يُشترَط ظهورها كلها.
• تأكّدي من نوعية الأدوية التي تتناولينها بعرضها على الطبيب، ومعرفة إن كانت تؤثر في طفلك أم لا.
• تجنّبي الأطعمة والأشربة التي تحتوي في تركيبها على مادة الكافيين؛ لأنها مادة منبّهة للأعصاب ومن الممكن أن تزعج طفلك.
• غيري وضعية الرضاعة، لأن ذلك سيساعد طفلك على التخلّص من الضّيق الذي يعانيه.
• الرضاعة من زجاجة الحليب: هناك العديد من التحديات التي تواجه الأم التي ترضع ابنها حليبًا صناعيًا، ومن شأنها التأثير في الطفل لتجعله يدخل في دوامة البكاء، ومنها:^[٥]
• العلامة التجارية: بعض الشركات تقوم بإضافة البروتينات الضّرورية التي يحتاجها الرّضيع إلى الحليب الصّناعي لتعويضه عن حليب الأم، ولكن بعض الأطفال قد يتحسس تجاه نوعٍ معين من هذه البروتينات، لذلك يجب البحث عن أنواعٍ أخرى مناسبة لطفلك ولا تسبب له الإزعاج.
• حجم الوجبة الواحدة: من الخطأ إعطاء الطفل كميةٍ كبيرة من الحليب في وجبةٍ واحدة، وإنما من الأفضل إرضاعه وجباتٍ صغيرة على مرات متعددة خلال اليوم.
• مدة الرضاعة: لا بدّ أن تستغرق الوجبة الواحدة 20 دقيقة ليأخذ الطفل وقته الكافي في الرّضاعة، وإن كانت زجاجة الرضاعة ثقبها كبير، لا بد من تبديلها بواحدة ثقبها أصغر.
• درجة الحرارة الحليب: من الأفضل أن تكون درجة حرارة الحليب المُعطى للطفل قريبة من درجة حرارة حليب المرضع، أي بدرجة حرارة الجسم الطّبيعية.

أعشاب وعلاجات بديلة

• شاي البابونج: يساعد البابونج على التخلّص من مغص الأطفال، ولكن قبل إعطائه لطفلك عليك استشارة الطبيب المختص لأنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية، ولتحضير شاي البابونج اتبع الخطوات التالية:^[٧]
• اسكبي الماء المغلي على البابونج داخل كوب، ثم انتظري 10 دقائق.
• افصلي نقيع البابونج عن الأعشاب، ودعيه حتى يصبح دافئًا، ثمّ قدّميه لطفلك إمّا باستخدام ملعقةٍ صغيرة أو عن طريق زجاجة الرّضاعة مع ضرورة الالتزام بالكميات المسموحة التي يحددها الطبيب.
• شاي الشّمر: يكون نقيع عشبة الشّمر مفيدًا ومريحًا للجهاز الهضمي فهو يخلّص الجسم من الغازات، ويمكن للمرضع أن تشربه لتساعد طفلها على التخلّص من المغص.^[٨]
• محلول السكر والماء: يتمّ تحضير هذا المحلول من قبل الطبيب، فتكون الجرعة الواحدة عبارة عن 1 ملليلتر من الماء بتركيز 24% من السكر، ويجب التقيّد بتعليمات الطبيب لأن إعطاء طفلك كمية كبيرة من الماء يؤدي إلى اضطرابٍ في توازن أملاح الجسم، مما يؤدي إلى انتفاخ الأنسجة وتشنّج طفلك.^[٩]
• العلاج بالتدليك: يعتبر من أكثر العلاجات البديلة فاعلية، لأنه يُساعد طفلك على التوقف عن البكاء، مما يزيد من قدرته على النوم لفتراتٍ أطول.^[١٠][٣]

هل يوجد ضرورة لاستخدام أدوية المغص للرضع؟

لا. تُباع في الصيدليات عبواتٌ تحتوي على مزيجٍ من الأدوية لعلاج مغص الأطفال الرُّضع، ولكن ليس لها أيّ أساسٍ علمي ولم يتمّ تجربتها على الأطفال، ولا تؤثر في مغص طفلك وما يعانيه من ضجرٍ وبكاء، لهذا ليس من الضّروري إعطاء طفلك أدوية للمغص.^[٦]

البروبيوتيك ومغص الرضع

البروبيوتك هي عبارة عن مزيجٍ من البكتيريا النّافعة للجهاز الهضمي، تتواجد بشكل طبيعي في حليب الأم، ويتمّ إضافتها إلى بعض أنواع الحليب الصناعي، ولكن ليس لها أثرٍ كبير في علاج مغص الأطفال الرضع.^[١١]

متى يبدأ مغص الرضع ومتى ينتهي؟

يبدأ مغص الرضيع عندما يبلغ عمره 2-3 أسابيع، وتشتدّ ذروته في أسبوعه السادس، وغالبًا ما يستمرّ مغص الرضع حتى عمر 3 أشهر، وبعدها يبدأ بالتلاشي بشكلٍ تدريجي.^[١٢]

متى يعتبر الطفل مُصابًا بالمغص؟

مغص الأطفال حديثي الولادة (Colic)، يُطلَق هذا التعبير عندما يكون الطفل سليمًا معافى من الأمراض ومعدته ممتلئة ومع ذلك يستمرّ بالبكاء لمدة تتجاوز 3 ساعات يوميًا ولفترةٍ تتعدى 3 أيام أسبوعيًا.^[٢]

دواعي مراجعة الطبيب

هنالك بعض العلامات والأعراض التي تستدعي منك التوجّه إلى الطبيب فور ظهورها على طفلك الذي يعاني من المغص، مثل:^[١٣]

• ارتفاع درجة حرارة الطفل أعلى من المعدّل الطبيعي، أكبر من 38 درجة مئوية.
• مواجهته صعوبة في الرضاعة.
• تقيؤ أو إسهال.
• الشّعور بالغضب والانزعاج عندما يلمسه أحد ما.
• صوت بكائه غريب وغير اعتيادي.
• صعوبة التنفس.