يعتبر البكاء سلوك طبيعي عند الأطفال الرضع، فجميع الأطفال يبكون، ولكن هذا الشي لا يعني أنّه من السهل التعامل مع الأطفال عند البكاء، ولكن الخبر السّار هو أنّ هناك دائماً سبب لبكاء الأطفال، لذلك من الممكن التغلب على بكاء الطفل أو إيقاف الطفل عن البكاء في حال معرفة السبب.[١]
أسباب بكاء الرضيع
يُعد بكاء الطفل دليل على حاجته لشيءٍ ما، ومع مرور الوقت يصبح من السهل على الوالدين معرفة سبب بكاء الطفل، وبشكلٍ عام هناك مجموعة من الأسباب لبكاء الطفل، ومنها:[٢]
الجوع
يعتبر الجوع أحد أكثر الأسباب شيوعاً لبكاء الأطفال، إذ إنّه غالباً ما يكف الطفل عن البكاء عند إطعامه.[٣]
الحاجة إلى النوم
تعتبر حاجة الطفل إلى النوم ثاني أكثر الأسباب شيوعاً للبكاء، فهو يحتاج لوضعه بوضعية نوم مناسبة، والتي قد تتمثَّل بلفه ببطانيّة، ومن ثم وضعه على ظهره للنوم، وفي بعض الأحيان يُمكن أن يشعر الطفل ببعض الانزعاج، ولكنّه بعد ذلك يخلد إلى النوم.[٣]
الحفاظات المبللة
تعتبر الحفاظات المبللة من أكثر الاحتمالات التي ينبغي على الوالدين التفكير بها في حال بكاء الطفل مطولاً دون وجود سبب آخر، حيثُ يُمكن أن تتسبّب بشعور الطفل بعدم الراحة، والسبب في ذلك أن بشرة الطفل الناعمة والهشة في هذه المرحلة العمرية لا تتحمل أن تبقى الحفاظات مبللة أو متسخة، ومن الجدير ذكره أنّ الحساسية والتقرحات الناتجة عن الحفاظات (طفح الحفاض) تتسبب بشعور مزعج وغير مريح للطفل، لذلك يعتبر القيام بتغيير حفاظات الطفل حلاً لبكاء الطفل وإيقاف صراخه.[٤][٥]
التسنين
تعتبر مرحلة التسنين من أكثر المراحل المؤلمة في حياة الطفل والتي ينتج عنها بكاء الطفل لفترات طويلة، وينتج الألم بسبب عملية دفع الأسنان للخارج، الأمر الذي قد يؤدي إلى الضغط على اللثة، وعادةً ما يبدأ الألم قبل أشهر من بداية ظهور الأسنان، لذلك من الممكن أن يبكي الطفل مراراً وتكراراً دون معرفة السبب.[٦]
المغص
لا يعتبر المغص مرضاً بحد ذاته أو اضطراباً جسديًّا، بل قد يشير إلى بكاء الطفل لفترات طويلة دون مبرر أو سبب معروف، وذلك لمدة تتجاوز الثلاث ساعات يومياً، ولأكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، ولأكثر من ثلاثة أسابيع متتالية، ويتميز البكاء الناجم عن المغص بأنّه بكاء شديد وقوي، بحيث يبدأ الطفل بالبكاء بشكلٍ مفاجئ؛ وهذا البكاء ناتج عن شعوره بالألم الشديد، بالإضافة إلى تضخم المعدة، وخروج غازات بمقدار أكبر من الطبيعي، وحركة مستمرة للأطراف السفلية إلى الأعلى والأسفل.[٧]
الشعور بعدم الراحة والانزعاج
قد يصاب الأطفال صغار السن بشعور عدم الراحة لأسباب مختلفة وقد تكون هذه الأسباب مجهولة، وفي هذه الحالة يتطلب الأمر من الوالدين قياس درجة حرارة الطفل، ومن الممكن القيام بتغيير ملابس الطفل إلى ملابس أخف تُشعر الطفل بالانتعاش والراحة، ويجب التأكد من أن ملابس الطفل قطنية ولا تسبب ضرراً أو تهيجاً لبشرة الطفل،[٤] ويشار إلى أن الطفل قد يتعرض للانزعاج والشعور بالخوف في حال تواجده في الأماكن التي تحتوي على الكثير من الضوضاء من حوله؛ مما يؤدي إلى بكائه.[٨]
البحث عن الاهتمام
يحتاج الأطفال إلى اهتمام مستمر من الوالدين فغالباً ما يقل بكاء الطفل أو يتوقف عن البكاء عندما يحصل على الاهتمام من الوالدين.[٤]
الانتفاخ أو ابتلاع الهواء
يمكن للطفل أن يبتلع الهواء أثناء تناوله الرضاعة؛ مما قد يؤدي إلى شعوره بعدم الراحة بسبب الضغط الذي يسببه الهواء في المعدة، لذلك يجب أن يتجشأ الطفل جيداً لإفراغ الهواء من معدته بعد الرضاعة.[٦]
التغذية أكثر من اللازم
قد يكون الغذاء الزائد عن الحد وفوق حاجة الطفل سبباً في بكائه نتيجة امتلاء معدته، وعلى غرار الانتفاخ الناجم عن غازات البطن، فإنّ الانتفاخ الناجم عن الإفراط في التغذية يتسبَّب بشعور الرضيع بعدم الراحة لفترة زمنيّة قصيرة.[٣]
رغبة الطفل في امتصاص شيء ما
قد يرغب الطفل ببقاء شيء ما في فمه دون أن يكون جائعاً، لذلك يمكن لللهاية أو أصبع الطفل أن يسد حاجته في هذه الحالة.[٢]
الارتجاع
يمكن للارتجاع الذي يحدث للطفل بعد أو أثناء شرب الحليب أن يتسبب ببكاء الطفل مطولاً، وقد يصبح كثير الانفعال أثناء الرضاعة وبعدها.[٩]
حساسية الطعام
تُعتبر حساسية الطعام والألم المصاحب لها سبباً في حدوث المغص لدى العديد من الأطفال، وهناك مجموعة من العلامات والدلائل التي تُشير إلى إصابة الطفل بحساسية الطعام بالإضافة إلى المغص، مثل: الشعور بعدم الراحة والبكاء المستمر على مدار اليوم، وتغير طبيعة البراز عن الشكل الطبيعي حيث يصبح البراز أقل لزوجة وتماسك، بالإضافة إلى احتواء البراز على الدم أو المخاط.[١٠]
الأعراض الجانبية للمطاعيم
يتعرض الطفل لحالة من الضيق ويصبح أكثر بكاءً من المعتاد، بالإضافة إلى إصابته بالحمّى خاصة بعد المطعوم الثلاثي ضد الكزاز، والسعال الديكي، والدفتيريا، ولكنّه ما يلبث إلا أن يتحسّن حتى لو استمر بالبكاء.[٥]
الإمساك
يتعرض الطفل إلى نوبات شديدة من البكاء بسبب عدم قدرته على الإخراج (الإمساك)، ولكنّه عادةً ما يتوقف عن البكاء عند قدرته على إخراج البراز.[٥]
عادات النوم عند الطفل
ينبغي أن يصبح الطفل قادرًا على النوم العميق والاستمرار بالنوم بمفرده دون الحاجة إلى بقاء الأم بجانبه طوال الليل عندما يبلغ عمر 6 أشهر، ولكن هناك بعض الأطفال لا يستطيعون النوم بمفردهم حتى بعد دخول موعد النوم المحدد، إذ إنّهم قد يجدون صعوبة في النوم في حال مُعاناتهم من المرض أو في حال تغيير المنزل.[١١]
الإرهاق
إن بقاء الطفل لفترات طويلة دون نوم يجعله مُرهقاً ويبكي بشدة للتغلب على الإجهاد الذي يعاني منه، لذلك يجب توفير بيئة مناسبة له لينام بشكلٍ مريح.[١٢]
كيف يمكن السيطرة على بكاء الطفل؟
فيما يلي بعض الطرق والإرشادات للتعامل مع الطفل أثناء البكاء، والتي قد تساعده على التوقف عن البكاء، وهي:[١٣][١٤]
- محاولة جعله يمتص الحليب من الثدي إذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية.
- حمل الطفل أو وضعه بين يدي الأم مع التحرك برفق، والبدء بالغناء، والرقص، والتحدث معه.
- محاولة إيجاد شيء ما من أجل لفت انتباه الطفل سواء كان بالأصوات، أو المشاهدة، مثل: الاستماع إلى الموسيقى أو المشاهدة على الجوال.
- إزالة ملابس الطفل برفق والبدء بعمل مساج له، ويجب التنويه هنا إلى ضرورة تجنب استخدام أي نوع من أنواع الزيوت أو المرطبات قبل أن يبلغ الطفل عمر الشهر.
- وضع الطفل بوضعية الاستلقاء بعد الرضاعة، ففي بعض الأحيان، قد يؤدي الإفراط في الهز والغناء إلى إبقائه مستيقظًا.
- تحميم الطفل بماء دافئ والذي من شأنه أن يحسن مزاج الطفل، ولكن من الممكن أن يزيد الأمور سوءًا في أحيانٍ أخرى.
- اصطحاب الطفل في عربة أطفال.
- وضع الطفل في مقعد متأرجح أو هزّاز.
- وضع الطفل في الجزء الخلفي من السيارة تحديداً في المقعد الخاص بالرضع واصطحابه في جولة، حيثُ أنّه في كثير من الأحيان قد يُساعد اهتزاز وحركة السيارة على تهدئة الطفل.
- الاتصال بالطبيب الخاص بالطفل لطلب الاستشارة الطبية بشأن بكاء الطفل.
على أي عمر يقل بكاء الرضيع؟
يبلغ بكاء الأطفال ذروته ويكون في أشد حالاته في أغلب الأحيان عندما يتراوح عمر الطفل بين 6 إلى 8 أسابيع، في حين يبدأ الطفل بالتحسن عندما يبلغ عمر 3 إلى 4 أشهر، وعندما يصل الطفل إلى عمر 4 إلى 5 أشهر يصبح أكثر هدوءًا وتأقلماً مع ظروفه، على الرغم من أن البعض قد يستمر في البكاء لفترة أطول.[٨]
دواعي مراجعة الطبيب
تجب زيارة الطبيب الخاص بالطفل في حال استمرار بكاء الطفل مع الأعراض التالية:[١١]
- ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى أكثر من 38 درجة مئوية.
- استمرار بكاء الطفل دون سبب لأكثر من ساعتين متتاليتين.
- عدم تناول الطفل للطعام أو الشراب، أو في حال تقيؤ الطفل.
- عدم قدرة الطفل على التبول، أو وجود دم مرافق للبراز، أو عدم استجابته لأيّ شيء.
المراجع
- ↑
- ^ أ ب "Infant and toddler health"، .mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Crying Baby - Before 3 Months Old", .seattlechildrens, Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "7 Reasons Your Baby May Be Crying", dailyparent, Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Crying, Age 3 and Younger"، healthlinkbc، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Crying: Under Age 1"، /familydoctor.، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. Edited.
- ↑ Norine Dworkin-McDaniel, Karin A. Bilich, Karen Springen, and Sara DuMond, "What is Colic in Babies?", .parents, Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Overstimulation: babies and children", raisingchildren, Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ↑ "What is baby reflux? Symptoms and support", nct., Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ↑ Dr. Harvey Karp, "Baby Food Allergies: The Top Medical Reason for Colic", .happiestbaby, Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Why Is My Baby Crying?", webmd., Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ↑ Bonnie , "Overtiredness in Babies", sleeploveandhappiness, Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ↑ "caring-for-a-newborn/soothing-a-crying-baby", nhs., Retrieved 31/8/2021. Edited.
- ↑ "What to Do When Babies Cry", kidshealth, Retrieved 16/9/2021. Edited.