حساسية الحليب هي استجابة غير طبيعية من قبل جهاز المناعة جسم الطفل تجاه الحليب والمنتجات التي تحتوي على الحليب، وهي تُعدّ من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا عند الأطفال، وبشكل عام فإنّ حليب البقر هو السبب الرئيسي لحساسية الحليب لكون معظم أنواع الحليب الصناعي تعتمد على حليب البقر، فكيف أعرف أن طفلي الرضيع لديه حساسية حليب؟[١][٢]


كيف أعرف أن طفلي الرضيع لديه حساسية حليب؟

تسبّب حساسية الحليب العديد من الأعراض التي يمكن من خلالها معرفة وجود حساسية من الحليب لدى الرضيع، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:[٢]

  • أعراض جلدية: مثل ظهور طفح جلدي مع وجود حكّة واحمرار، أو ظهور انتفاخ في الشفاه، أو الوجه، أو حول العيون.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل ألم المعدة، أو القيء، أو المغص، أو الإسهال، أو الإمساك.
  • أعراض تشبه حمّى القش: مثل سيلان أو انسداد الأنف.
  • أعراض حساسية شديدة: مثل انتفاخ الفم أو الحنجرة، والصفير عند التنفس، والسّعال، وضيق التنفس، وصعوبة التنفس، وفي بعض الأحيان قد تسبّب حساسية الحليب صدمة الحساسية أو ما تُسمّى بالحساسية المفرطة (Anaphylaxis) وهي حالة طارئة تستلزم التدخّل الطبي الفوري.


متى تظهر أعراض حساسية الحليب على الرضيع؟

تبدأ أعراض حساسية الحليب بالظهور على الرضيع بشكل عام خلال أيام أو أسابيع بعد بدء الطفل تناول الحليب المعتمد على حليب البقر، وفي حين يشيع ظهور الأعراض لدى الطفل بعد مرور 7-10 أيام من تناول الحليب فإنّ بعض الأطفال قد يعانون من أعراض حساسية الحليب بعد شرب الحليب بشكلٍ مباشر، وفي أحيان أخرى قد تظهر الأعراض على الطفل حتى في حال اعتماده على الرضاعة الطبيعية بشكل كلّي نتيجة استهلاك الأم لحليب البقر،[٣] والجدير بالذّكر أنّ الأعراض تتباين بالاعتماد على نوع الحساسية حيث يوجد نوعان لحساسية الحليب، وهما كالآتي:[٤]

  • نوع مرتبط بإنتاج جهاز المناعة لدى الطفل أجسامًا مضادّة للهيموجلوبين المناعي (IgE-mediated)، والتي تسبّب إفراز بعض المواد الكيميائية مثل الهيستامين ما يسبّب بدوره أعراضًا تظهر بشكل فوري خلال دقائق إلى ساعات من تناول حليب البقر.
  • النوع الآخر لا يرتبط بإنتاج الجسم لهذه الأجسام المضادّة (Non-IgE-mediated)، بما يسبب تأخر ظهور الأعراض حتى مرور ساعتين إلى أيام بعد استهلاك الحليب.


تشخيص حساسية الحليب لدى الرضيع

يتم تشخيص حساسية الحليب لدى الرضيع بناءً على الأعراض التي تظهر على الطفل، وقد يُجرى فحص حساسية الجلد والذي يتمّ فيه حقن كمية صغيرة من بروتين الحليب في بقعة من جلد الطفل لملاحظة ردّ فعل جسمه تجاه الحليب، وفي حال بروز بقعة شبيهة بالبثرة فإنّه من المرجح تشخيص الطفل بحساسية الحليب، وفي بعض الحالات قد يجري الطبيب فحصًا يتطلّب تناول الطفل للحليب في عيادته والانتظار عدّة ساعات مع مراقبة ظهور أيّ من أعراض الحساسية لدى الطفل، والجديرٌ بالذكر أنّه يتمّ اللجوء لهذا الفحص في حال اعتقاد الطبيب أنّ الفحص سيكون آمنًا على الطفل، وقد تُجرى فحوصات أخرى لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى المشابهة لأعراض حساسية الحليب؛ مثل: فحص براز الطفل، وفحص الدّم.[٣][٥]



في حال كان الطفل يعتمد بشكل كامل على الرضاعة الطبيعية فقد ينصح طبيب الأطفال بتجنّب تناول الأم لمشتقات الألبان لمعرفة إنْ كان ذلك سيحدث فرقاً لدى الطفل أم لا.



[٦]




من المهم ذكر وجود حالات قد تظهر فيها أعراض على الطفل تجاه الحليب ولكنها ليست حساسية؛ مثل حالة عدم تحمّل اللاكتوز (Lactose intolerance)، والتي تحدث نتيجة وجود نقص في إنزيم اللاكتيز المسؤول عن هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب، وقد تسبّب هذه الحالة إزعاجاً للطفل وأعراض أخرى مرتبطة بالجهاز الهضمي ليست خطيرة ولا تسبّب حدوث طفح جلدي أو صدمة الحساسية، وتكون نتيجة فحوصات تشخيص حساسية الحليب سلبيةً لدى هؤلاء الأطفال.[11]



[٧]


علاج حساسية الحليب لدى الرضيع

يعتمد العلاج على إيقاف إرضاع الطفل الحليب المعتمد على حليب البقر، أو الأغنام، أو الماعز، أو الحليب ضعيف التحسس (Hypoallergenic)، أو حليب A2، أو الحليب الخالي من اللاكتوز، وإيقاف إعطائه مشتقات الألبان المعتمدة على الحليب المسبّب له الحساسية، ويُنصح باستبدال الحليب بأحد التالي:[٨][٧]

  • حليب بروتين الصويا (Soy protein formula)؛ والذي يُعدّ أفضل خيار لأغلب الحالات وذلك بعد التأكد من عدم وجود حساسية لدى الرضيع تجاه الصويا.
  • الحليب الصناعي المتحلل كليّاً (EHF).
  • حليب الأطفال الصناعي المعتمد في تكوينه على الأحماض الأمينية (AAF).


عند تجاوز الطفل عمر السنة الواحدة فمن الممكن حينها استخدام حليب الصويا (Soy Milk)، أو حليب الشوفان، أو حليب المكسرات مع الحرص على تزويد الطفل بالكالسيوم الكافي من خلال إطعامه الأرز الغني بالكالسيوم على سبيل المثال.[٨]




في حال كان الطفل يعتمد بشكل كامل على الرضاعة الطبيعية فقد ينصح طبيب الأطفال الأم بتجنب تناول مشتقات الألبان وبالرغم من أنّ تغيير النظام الغذائي للأمّ قد يبدو صعباً في البداية إلّا أنّ هذا الحلّ عادةً ما يعطي نتائج جيدةً جداً.



[٦]




حليب بروتين الصويا وحليب الصويا منتجان مختلفان تماماً، فحليب بروتين الصويا مصنوعٌ من بروتين الصويا ومكونات أخرى مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الغذائية للرضيع، في حين أنّ حليب الصويا مصنوع من فول الصويا والماء المصفى وهو لا يحتوي على المكونات الضرورية لتلبية الاحتياجات الغذائية للرضيع ولا يجب استخدامه أبداً كبديل لحليب الأم أو الحليب الصناعي للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن العام.



[٩]


هل تستمر حساسية الحليب طول العمر؟

الإجابة لا، إذ عادةً ما يميل معظم الأطفال لتجاوز مشكلة حساسية الحليب مع الوقت، فقد يتخلّص الطفل الذي يعاني من الحساسية المرتبطة بإنتاج الجسم للأجسام المضادّة للهيموجلوبين المناعي من هذه المشكلة في سنّ المدرسة، في حين يميل الأطفال الذين يعانون من الحساسية غير المرتبطة بإنتاج هذه الأجسام المضادّة للتخلّص من حساسية الحليب بشكل أسرع وذلك على عمر سنة إلى سنتين في أغلب الحالات.[٤]


المراجع

  1. "Milk allergy", mayoclinic, 12-6-2020, Retrieved 27-10-2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Infant Milk Allergy, Lactose Intolerance, or Something Else?", WebMD, Retrieved 27-10-2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Milk Allergy in Infants", Rady Children's Hospital San Diego, Retrieved 27-10-2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Cows' milk allergy", Health Navigator, Retrieved 27-10-2021. Edited.
  5. "Milk Allergy in Infants", KidsHealth, Retrieved 28-10-2021. Edited.
  6. ^ أ ب Colleen de Bellefonds، "Milk Allergies and Lactose Intolerance in Babies"، whattoexpect، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Cow's Milk (Dairy) Allergy", ASCIA, Retrieved 28-10-2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Milk intolerance in babies and children", PregnancyBirthandBaby , Retrieved 28-10-2021. Edited.
  9. Vincent Iannelli, "What Is Soy Baby Formula?", verywellfamily, Retrieved 28-10-2021. Edited.