سنتحدّث في المقال عن حساسية الحليب عند الرّضع (Milk Allergy in Infants)، التي يُشار إليها بأنها أحد أنواع حساسية الطّعام التي تسبب طفحًا جلديًا مثيرًا للحكّة، وتورّم الشّفتين أو الوجه، وليس مَرَض عدم تحمّل سكر الحليب (سكر اللاكتوز) (Lactose Intolerance) الذي يسبب اضطراباتٍ في الجهاز الهضمي كألم البطن والانتفاخ، بسبب الافتقار إلى الإنزيم الذي يهضم سكر الحليب.[١][٢]


حساسية الحليب عند الرضع

تُعرَف حساسية الحليب بأنّها استجابةٌ مناعية مُفرِطة تحدث في جسم الرّضيع بعد شرب الحليب، سواءً كان حليب بقري أو حليب الثّدي عندما تشرب الأم حليب البقر أو أيّة من منتجات الألبان، إذ يتعرّف الجهاز المناعي في الجسم على بروتين الحليب وكأنّه مادة غريبة، يُهاجِمه لتحدث الأعراض التّحسسية بعد شرب الحليب، وتتراوح بسبة انتشار حساسية الحليب بين الرّضع الأقلّ من عمر سنةٍ كاملة حوالي 7%.[١][١]


سبب حساسية الحليب عند الرضع

تحدث حساسية الحليب عند الرّضع نتيجة استجابةٍ غير طبيعية من الجهاز المناعي وبشكلٍ زائد عن طريق الخطأ لأحد البروتينات الموجودة في الحليب (الكازين)، فيتعامل الجهاز المناعي مع هذه البروتينات وكأنها أجسامٌ غريبة مهدّدة لصحّة الجسم ومصدرٌ للخطر، ليبدأ بمهاجمة هذه البروتينات وإطلاق مواد كيميائة وأجسامًا مضادّة (Antibodies)، بالتالي ظهور الأعراض التّحسسية عند الرضيع، والتي تتفاوت في شدّتها من رضيعٍ لآخر، وبذلك فإن الرّضيع المُصاب بحساسية الحليب ويتغذّى على الحليب بشكلٍ مباشر أو يرضع حليب ثدي أمه التي تشرب حليب الأبقار وتستهلك منتجات الألبان سيكون عرضةً لظهور الأعراض التّحسسية عليه.[٣][٤]


أعراض حساسية الحليب عند الرضع

تختلف أعراض حساسية الحليب من رضيعٍ لآخر، فإمّا أن تظهر مباشرةً بعد دقائق معدودة من الرّضاعة، أو بعد ساعاتٍ عدّة، ومن أشهر أعراض حساسية الحليب عند الرضع ما يلي:[١][٥]

  • احمرارٌ وطفحٌ جلدي مُثيرٌ للحكّة.
  • تورّم الشّفتين والوجه والمنطقة حول العينين.
  • سيلان وانسداد الأنف.
  • صراخ الرضيع وبكاؤه.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • اضطرابات المعدة، كالتّقيؤ.
  • صعوبة في التنفس.
  • التّعرّض إلى السعال.


دواعي مراجعة الطبيب

تكون أعراض حساسية الحليب عند الرضّع أحيانًا أكثر شدّة، وتشكّل خطرًا على حياته إذا لم يتمّ التعامل معها بالطّريقة المُناسبة، لذلك يجب مراجعة الطّبيب إذا كان الرّضيع يواجه إحدى المشكلات التالية:[٢]

  • مشاكل في عملية النمو واكتساب الوزن.
  • وجود دم ومخاط في البراز.


متى تختفي أعراض الحساسية عند الرّضع؟

تختفي أعراض حساسية الحليب عند الرّضع بعد تغيير تركيبة الحليب بشكل تدريجي خلال فترة تستمرّ من 2 - 4 أسابيع، وعادًة ما ينصح الأطباء بإعادة إدخال الحليب البقري شيئًا فشيئًا إلى تغذية الرضيع عندما يبلغ من العمر عامًا كاملاً.[٦]


تشخيص حساسية الحليب عند الرضع

لا يعتبر تشخيص إصابة الرضيع بحساسية الحليب أمرًا بسيطًا وذلك بسبب تعدد أعراض حساسية الحليب وتنوعها، لهذا يتمّ إجراء مجموعةٍ من الفحوصات لتحديد إن كانت تلك الأعراض ناتجة عن حساسية الحليب أو عن سبب آخر، وهذه الفحوصات هي:[٧][٣]

  • مراجعة التاريخ المرضي للعائلة: سيساعد ذلك في تحديد إن كان هناك أحد أفراد العائلة لديه حساسية الحليب أم لا.
  • فحص حساسية الجلد: والذي يضع فيه الطبيب كميةً قليلة من بروتين الحليب على جلد الرّضيع، ومراقبة حدوث الاستجابة التّحسسية من عدمها، كأن ينتفخ الجلد قليلاً عند التحسس من الحليب كما هو الحال في لدغات الحشرات.
  • تحليل الدم: للبحث عن مقدار وجود الأجسام المضادّة لبروتين الحليب في الدم، والتي تسبب أعراض الحساسية.
  • تحليل عينة من البراز.
  • الفحص التجريبي: والذي يتم فيه إزالة بروتين الحليب من غذاء الرضيع، ومن ثم تكرار إضافته لمراقبة ردّات فعل جسم الرضيع عليه.


علاج حساسية الحليب عند الرضع

إنّ امتناع الأم المُرضِع عن تناول حليب البقر أو أيّة منتجاتٍ تحتوي على الحليب ومشتقات الألبان هي الطّريقة الوحيدة للسيطرة على حساسية الحليب عند الرضيع ومنع ظهور الأعراض عليه، وذلك يكون باتباع استراتيجياتٍ معينة لتقليل كمية بروتين الحليب الذي يسبب الحساسية للرضيع، وتشمل هذه الاستراجيات الخيارات التالية:[٦][٨]

  • استشارة المُرضِع للطبيب حول إمكانية اتباع نظامٍ غذائي خالٍ من الحليب ومشتقات الألبان: لأنّ بروتين الحليب قد يتواجد في حليب الأم والذي قد ينتقل إلى الرضيع فيسبب له الحساسية.
  • تعويض المُرضِع للنقص الغذائي الناتج عن الانقطاع عن الحليب ومشتقات الألبان: بمصادر أخرى غنية بالكالسيوم والفسفور، إلى جانب التحقق من مكوّنات الأطعمة التي يتمّ شراؤها على أن لا يدخل الحليب ومشتقاته فيها.
  • يصف الطبيب بدائل أو تركيبات حليب خاصّة للأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب: والتي يدوَّن على عبوات هذه المنتجات كلمة قليل الحساسية (Hypoallergic Formula)، بحيث تتوافر على نوعين هما:
  • الحليب الصناعي الذي يحتوي على البروتينات المُحللة: وهو عبارة عن حليب تمّ تكسير البروتينات الموجودة فيه والتي تؤثر في صحّة الرّضيع، إلى جزيئاتٍ صغيرة غير قادرة على إثارة الجهاز المناعي بشكل كبير، بالتالي تقلّ أعراض الحساسية لدى الرضيع بشكل ملحوظ، إذ تبلغ فعالية هذا الحليب حوالي 90% لدى الرّضع المُصابين بحساسية الحليب.
  • حليب صناعي مكون من الأحماض الأمينية: وهو عبارة عن حليب يحتوي على البروتينات المؤثرة بأبسط صورة لها وهي الأحماض الأمينية، إذ يلجأ الطبيب لاختيار هذا النوع من الحليب في حالة فشل الاستجابة للنوع الأول في تقليل الحساسية، فقد أظهرت هذه الصيغ من الحليب فعالية 99% لدى الرّضع المُصابين بحساسية الحليب.
  • عدم تغيير نوع تركيبة الحليب التي يتناولها الرّضيع إلا بعد استشارة الطبيب: فتغيير نوع الحليب قد يسبب للرضيع الإصابة بالحساسية.


أطعمة بديلة عن الحليب

على الأم المرضع التي يعاني طفلها من حساسية الحليب البحث عن بدائل للحليب ومشتقاته حتى تحصل على الكمية الكافية والمطلوبة التّغذية، ومن أهمّ هذه الأغذية البديلة:[٩]

  • الخضراوات الخضراء: كالملفوف والبروكلي.
  • الفواكه: كالبرتقال والمشمش والتين المُجفف.
  • الأسماك التي تُؤكَل عظامها: كالسردين.
  • المكسرات: كاللوز والجوز.
  • الأطعمة المدعمة بالكالسيوم: كالخبز وحبوب الإفطار وبعض أنواع العصائر.


متى تختفي حساسية الحليب عند الرضع؟

تزول حساسية الحليب من تلقاء نفسها عند بلوغ الرّضيع عمر 3 - 5 سنوات، ولكن من المُحتمَل لبعض الأطفال أن لا يتخلّصوا منها.[١٠]


ما هي مشتقات الحليب التي يجب تجنّبها؟

هنالك مجموعة من الأطعمة التي يجب على المُرضِع تجنّبها إن كان طفلها يعاني من حساسية الحليب، وهي:[١١]

  • الحليب بجميع أشكاله؛ كالمجفف، والرائب.
  • الزّبادي.
  • المثلّجات.
  • الأطعمة التي تحتوي على الحليب، مثل المعجّنات والمخبوزات، أو مبيّضات القهوة، أو الدونات، أو البطاطا المهروسة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What should I do if I think my baby is allergic or intolerant to cows' milk?", nhs, Retrieved 18/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Milk intolerance in babies and children", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Milk Allergies (Milk Protein Allergy)", healthline, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  4. "Could My Infant Have Cows’ Milk Allergy?", www.webmd.com, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  5. "Milk Allergy in Infants", kidshealth.org, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Allergies & the Immune System", rchsd, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  7. "Cow’s milk protein allergy in children: identification and treatment", pharmaceutical-journal, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  8. "Approach to milk protein allergy in infants", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  9. "CALCIUM", osteoporosis, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  10. "Milk Allergy in Infants", www.rchsd.org, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  11. "Living With a Milk Allergy", www.webmd.com, Retrieved 1/12/2021. Edited.