متلازمة غلبرت
متلازمة غلبرت (Gilbert's Syndrome)، أو ما تسمّى أيضاً بالخلل الوظيفي البنيوي الكبدي واليرقان بدون انحلال الدم العائلي، هي أحد الاضطرابات المؤثرة في عمل الكبد، إذ يعاني المُصابون بهذه المتلازمة من نقص إنتاج إنزيمات الكبد المهمة في طرح مستويات البيلروبين خارج الجسم، الأمر الذي من شأنه أن يسبب تراكمه في الدم، وظهور بعض الأعراض، منها اليرقان (الصفار).[١][٢]
ينتج البيليروبين من تكسير خلايا الدم الحمراء، لينتقل إلى الكبد، وهناك إنزيمات معيّنة تحطّمه وتساعد على التخلّص منه إلى خارج الجسم مع البراز، مع بقاء كمية قليلة منه في الدم.
مدى انتشار متلازمة غلبرت
تعد متلازمة غلبرت شائعة الانتشار عند الرجال من النساء، ويعاني حوالي 1 من كل 20 شخصاً بهذه المتلازمة، لكن ثُلث الأفراد المصابين بها لا يعلمون أنهم مصابون.[٣]
أسباب متلازمة غلبرت
يُصاب الأفراد بمتلازمة غلبرت نتيجة وراثة جين خاص بالمرض من الوالدين، إذ يتحكّم هذا الجين في تكوين أحد إنزيمات الكبد المسؤولة عن تحطيم البيليروبين، ومن الجدير بالذكر أنّه حتى يرث الأبناء هذا الجين فلا بدّ من وجود نسختين غير طبيعيتين للتسبب في هذه المتلازمة، بينما قد يحمل العديد من الأفراد نسخة واحدة من هذا الجين.[١]
عوامل خطر متلازمة غلبرت
تزداد خطورة الإصابة بهذه المتلازمة عند وجود الجين المرضي المُسبّب لهذه المتلازمة عند الأم والأب، كما تزداد الخطورة عند الذكور أكثر من الإناث.[١][٤]
أعراض متلازمة غلبرت
قد لا يُعاني ثلث الأفراد المصابين بهذه المتلازمة من أي أعراض، في حين أن آخرين قد تظهر عليهم أعراض متلازمة غلبرت يُعدّ اليرقان أبرزها، الذي يؤدي إلى تغيّر لون بياض العينين إلى الأصفر، ولون الجلد أيضًا، إلّا أنه غير ضارّ، ومن أعراض متلازمة غلبرت الأخرى التي قد تكون مصاحبة لليرقان ما يلي:[٢][٥]
- مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان، والإسهال، وآلام البطن.
- بول داكن، أو تغير لون البراز إلى لون الطين.
- صعوبة في التركيز.
- التعب والإعياء.
- دوخة.
- فقدان الشهية.
- الحمى والقشعريرة.
محفّزات متلازمة غلبرت
توجد بعض المحفّزات التي قد يلاحظ الأفراد المصابون بهذه المتلازمة أنّها تسبب نوبة من اليرقان، والتي ترتبط عادة بالأمور التي تسبب ضغطًا عقليًا أو بدنيًا، مثل:[٦]
- الصيام، أو البقاء دون طعام لفترة طويلة.
- الجفاف.
- الإصابة بالعدوى.
- قلة النوم.
- الخضوع لعملية جراحية.
- الإفراط في شرب الكحول.
تشخيص متلازمة غلبرت
لا يمكن الاعتماد على اليرقان فقط لتشخيص متلازمة غلبرت نظراً لأنه توجد العديد من أمراض الدم وأمراض الكبد التي تسبب اليرقان، لذا يحتاج الطبيب لإجراء عدّة اختبارات لاستبعاد الأمراض الأخرى، والتحقق من الإصابة، أهمها فحوصات الدم، فإذا أظهرت النتائج ارتفاع مستويات البيليروبين مع نتائج طبيعية لوظائف الكبد، فإنه يتم تشخيص الإصابة بالمتلازمة، وقد يتم إجراء خزعة الكبد في حالاتٍ نادرة لاستبعاد أمراض الكبد الأخرى، مع إمكانية إجراء الاختبار الجيني لتحديد الجين المسؤول عن الحالة.[٣][٧]
علاج متلازمة غلبرت والتعايش معها
لا تستلزم متلازمة غلبرت العلاج، فقد يتغير مستوى البيليروبين في الدم مع الوقت، ويزول اليرقان عادةً من تلقاء نفسه دون أن يترك آثار سيئة،[١][٤] ولكن توجد بعض النصائح التي تساعد في تجنّب ارتفاع البيليروبين، ومنها ما يلي:[٨][٩]
- شُرب كمية كافية من السوائل لتجنب الجفاف.
- تعلّم استراتيجيات الاسترخاء والحدّ من التوتر، مثل القراءة، أو التمارين، أو التأمل.
- تجنّب الصيام، ولا بدّ من الحصول على وجبات الطعام في أوقات منتظمة.
- النوم جيدًا.
- تجنّب التمرينات الرياضية الشاقّة وتجنّب الإجهاد.
الأدوية التي تؤثر عليها متلازمة غلبرت
لا بدّ للأفراد المصابين بهذه المتلازمة من الانتباه واستشارة الطبيب عند تناول أي دواء جديد، إذ أنّ الإنزيم الذي يُكسّر البيليروبين هو نفسه المسؤول عن تكسير بعض الأدوية، وعند تناول الفرد المصاب بمتلازمة غلبرت لهذه الأدوية، تزداد فرصة الإصابة بآثارها الجانبية مثل الإسهال، ومن هذه الأدوية ما يلي:[٨]
- الباراسيتامول (Panadol).
- بعض أدوية السرطان مثل إرينوتيكان (Camptosar).
- أدوية الأجسام المضادة لعلاج أمراض المناعة الذاتية.
- الأدوية المثبطة للبروتياز المستخدمة لعلاج التهاب الكبد سي، وفيروس نقص المناعة البشرية.
هل يمكن العيش طبيعياً مع متلازمة غلبرت؟
يستطيع الأفراد المصابون بهذه المتلازمة ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وصحي، ولا يعانون من مشاكل صحية طويلة الأمد ناجمة عن هذه المتلازمة.[٢]
متى يجب استشارة الطبيب
لا بدّ من استشارة الطبيب عند حدوث اليرقان لأول مرّة، ويكون اليرقان عادةً خفيفًا عند الأفراد المصابين بمتلازمة غلبرت، في حين أنه قد يرتبط ببعض الحالات الطبية الخطرة مثل التهاب الكبد سي، أو تليّف الكبد، ولن يحتاج الفرد في أغلب الأحيان إلى استشارة طبية أثناء نوبة اليرقان، إلا إذا كانت لديه أعراض غير عادية.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Gilbert's syndrome", mayoclinic, Retrieved 5/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Gilbert's Syndrome", clevelandclinic, Retrieved 5/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Gilbert's Syndrome", patient, Retrieved 1/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Gilbert's syndrome", betterhealth., Retrieved 5/12/2021. Edited.
- ↑ "Gilbert’s Syndrome", britishlivertrust, Retrieved 29/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Gilbert's syndrome", nhs, Retrieved 5/12/2021. Edited.
- ↑ "Gilbert’s syndrome", nidirect, Retrieved 1/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Gilbert Syndrome", webmd, Retrieved 1/1/2022. Edited.
- ↑ "What is Gilbert syndrome?", medicalnewstoday, Retrieved 1/1/2022. Edited.