ما هو السعال الديكي؟
السعال الديكي أو الشاهوق (Whooping Cough - Pertussis) هو مرض شديد العدوى يُصيب الجهاز التنفسي، وعادةً ما يتميّز بسعالٍ حادٍ متبوع بنبرة عالية من التنفس التي تبدو مثل "الشهقة"، وقبل تطوير اللقاح كان السعال الديكي يُعد من أمراض الطفولة، أما اليوم فإنه يؤثر بالدرجة الأولى في الأطفال الأصغر سنًا الذين لم يتلقوا الجرعات الكاملة من اللقاحات، وكذلك المراهقين والبالغين الذين تلاشت مناعتهم ضد المرض، والجدير بالذكر أن السعال الديكي كان يُعرف سابقًا باسم سعال الـ 100 يوم؛ وذلك لأنه يمكن أن يستمر لمدة تتراوح ما بين أسابيع إلى شهر.[١][٢]
ما مدى شيوع السعال الديكي؟
السعال الديكي مرض شائع؛ ففي جميع أنحاء العالم هناك حوالي 16 مليون حالة من حالات السعال الديكي يتم تشخيصها سنويًا.[٣]
أسباب السعال الديكي
السبب الكامن وراء الإصابة بالسعال الديكي هو نوع من البكتيريا يُسمى البورديتيلة الشاهوقية (Bordetella pertussis)؛ فعندما تدخل هذه البكتيريا إلى الممرات الهوائية فإنها تلتصق بالأهداب الصّغيرة التي تُبطّن الرئتين، مما يتسبب ذلك في حدوث التورم والالتهابات، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض كالسعال الجاف طويل الأمد، وأعراض أخرى شبيهة بأعراض نزلات البرد، وقد يستمر السُّعال الدّيكي من 3 - 6 أسابيع.[٤]
الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالسعال الديكي
من الأطفال الأكثر عُرضةً للإصابة بالسُّعال الدّيكي:[٥]
- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، والذين لم يتلقوا بعد ما يكفي من اللقاحات بشكلٍ كاملٍ.
- الأطفال الذين يعيشون في المنزل نفسه مع شخص مصاب بالسعال الديكي.
قد يحتاج الأطفال الصِّغار للدّخول للمُستشفى أكثر من غيرهم نتيجة الإصابة بالسُّعال الدّيكي، أمّا الأطفال الأكبر سنًا تكون حالتهم أكثر اعتدالًا.
أعراض وعلامات السعال الديكي
أولى علامات السعال الديكي تُشبه علامات الإصابة بنزلات البرد، ولكن بعد حوالي أسبوع من الإصابة تبدأ مجموعة أخرى من الأعراض والعلامات بالظهور،[٦] منها:
- نوبات سعال تستمر لبضع دقائق وتزداد سوءًا في الليل.[٦]
- صوت شهقة للتنفس يصدر بين نوبات السعال، علمًا أن الأطفال الصغار قد لا يظهر عليهم هذا العَرَض.[٦]
- قد يعاني الطّفل من مخاط سميك، الأمر الذي يُسبب له التقيؤ.[٦]
- قد يعاني الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر من انقطاع مُؤقّت للنّفس بدلًا من السعال.[٧]
- في الحالات الأكثر شدة قد يعاني الأطفال والرُّضع من مشاكل في التقاط أنفاسهم بعد نوبة السعال.[٧]
- قد يُصبح وجه بعض الأطفال أحمرًا جدًا، (ولكن هذا العَرَض أكثر شيوعًا عند البالغين).[٦]
- يشيع حُدوث الالتهابات الأخرى كالالتهاب الرئوي (Pneumonia)، والتهابات الأذن الوسطى (Middle Ear Infections) أثناء إصابة الأطفال بالسعال الديكي.[٧]
هل يعد السعال الديكي مرضًا مُعديًا؟
نعم، السعال الديكي مرض شديد العدوى؛ إذ تنتقل البكتيريا من شخصٍ لآخر من خلال الرّذاذ المُنتشِر من أنف أو فم المصاب عندما يعطس أو يسعل أو يضحك، ويمكن أن يصاب آخرون بعد ذلك عن طريق استنشاق هذه القطرات أو تلوّث أيديهم بها ثم لمس أفواههم أو أنوفهم، ويكون الأشخاص المصابون أكثر عدوى خلال مراحل المرض الأولى لمدة تصل إلى حوالي أسبوعين بعد بدء السعال، والجدير بالذكر أن المضادات الحيوية يمكنها أن تُقلل من فترة العدوى إلى 5 أيام بعد بدء العلاج بها.[٨]
تشخيص السعال الديكي
يُشخِص الطّبيب السّعال الدّيكي لدى الطّفل بعد أن يأخُذ معلومات تتعلّق بالأعراض التي يُعاني منها، وبعد أن يُجري له فحصًا بدنيًّا، وبالإضافة لذلك قد يطلُب عدّة فُحوصات مخبريّة وأُخرى تصويريّة، مثل:[٩]
- تحليل مسحَة مأخوذة من مؤخرة الحلق عبر الأنف بحثًا عن البكتيريا المسببة للسعال الديكي.
- فحص الدم.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية (Chest X-rays Imaging).
علاج السعال الديكي
تختلف خيارات العلاج التي يوصي بها الطبيب لعلاج الطفل المصاب بالسعال الديكي اعتمادًا على عمر الطفل، ومدى شدة الأعراض، ومدة ظهورها، وعادةً ما يتم علاج السعال الديكي باستخدام المضادات الحيوية، بينما يتلقى الأطفال المصابين خاصةً الذين تقل أعمارهم عن 4 أشهر العلاج في المستشفى، وهذا يسمح للطبيب بمعرفة مدى تعامل الطفل مع نوبات السعال والتعافي منها، كما أنه يُسهّل على الطفل الحصول على أكسجين إضافي ورعاية أخرى إذا لزم الأمر، وفي معظم الحالات يمكن رعاية الأطفال المصابين بالسعال الديكي في المنزل بعد أن يفحصهم الطبيب، ويحدث ذلك من خلال إعطاء الطفل وجبات وسوائل صغيرة ومتكررة في كثيرٍ من الأحيان، ويمكن أن تكون رعاية الطفل المصاب بالسعال الديكي أمرًا مرهقًا، لذا يجدر التنويه هنا إلى ضرورة عدم السماح لأي شخص بالتدخين في المنزل أو حول الطفل.[١٠][٧]
هل يمكن الوقاية من السعال الديكي؟
عادةً ما يكون التحصين ضد السعال الديكي فعّالاً في الوقاية من المرض، علمًا أنه في بعض الأحيان لا يزال من الممكن الإصابة بالسعال الديكي، ولكن إذا تم تحصين الطّفل ضد المرض فعادةً ما يكون السعال أقل حدة، ويوصي الأطباء بالحصول على اللقاح كجزء من التحصين الروتيني للأطفال.[١١]
يوصى بأن تتلقى جميع النساء الحوامل لقاح السعال الديكي في الأسبوع 20 - 32 من الحمل.
معلومات متعلقة بلقاح السعال الديكي
يجب أن يتلقى الأطفال خمس حُقن من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي (Diphtheria - Tetanus - Pertussis)، ويُرمز له بالرمز "DTaP"، وفيما يلي توضيحًا لمواعيد إعطاء كل جرعة من اللقاح:[٣]
- الجرعة الأولى: تُعطى على عمر الشهرين.
- الجرعة الثانية: تُعطى على عمر 4 أشهر.
- الجرعة الثالثة: تُعطى على عمر 6 أشهر
- الجرعة الرابعة: تُعطى في الفترة ما بين 15 - 18 شهرًا.
- الجرعة الخامسة: تُعطى في الفترة ما بين 4 - 6 سنوات.
نظرًا لأن المناعة من لقاح السعال الديكي تميل إلى التضاؤل بحلول سن 11، يوصي الأطباء بجرعة معززة في ذلك العمر.
المراجع
- ↑ "Whooping cough", mayoclinic, 9/10/2019, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ↑ "Whooping Cough (Pertussis) in Children", urmc, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Whooping Cough (Pertussis)", clevelandclinic, 12/8/2019, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ↑ Hansa D. Bhargava (18/6/2020), "Whooping Cough", webmd, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ↑ "Whooping cough (pertussis)", health, 27/5/2020, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Whooping cough", nhs, 13/11/2019, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Whooping cough", rch, 1/4/2019, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ↑ Elana Pearl Ben-Joseph (1/2/2016), "Whooping Cough (Pertussis)", kidshealth, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ↑ "Whooping Cough", medlineplus, 2/9/2021, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ↑ John Pope, Anne C. Poinier, Kathleen Romito (22/8/2019), "Whooping Cough (Pertussis)", healthlinkbc, Retrieved 10/9/2021. Edited.
- ↑ "Whooping cough", healthdirect, 1/4/2021, Retrieved 10/9/2021. Edited.