الوزن ومتلازمة داون

من الممكن ملاحظة وجود ارتباطِ بين العديد من السّمات والخصائص الفيزيائيّة وبين المصابين بمتلازمة داون، إلى جانب الأعراض الأخرى المميّزة للمتلازمة، ومن بينها ملاحظة مشكلةِ زيادة الوزن لدى بعض مرضى متلازمة داون، فما علاقة الوزن بمتلازمة داون؟ وما أسبابها؟ وهل يمكن الحد من حدوثها؟^[١]

ما هي العلاقة بين الوزن ومتلازمة داون؟

تُعتبر زّيادة الوزن إحدى المشكلات البارزة لدى الكثيرين من المُصابين بمتلازمة داون، وخاصّةً لدى الأفراد البالغين منهم، وذلك بسبب انخفاض معدلات الأيض لديهم بنسبة أقل بحوالي 10-15% عن الأشخاص غير المصابين، إلى جانب اختلاف معدّل النموّ لديهم خلال سنّ المراهقة مقارنةً بأقرانهم غير المصابين، حيث يمكن ملاحظة قصر القامة لديهم خلال سنّ المراهقة والبلوغ، والذي يعطي مظهراً أكثر امتلاء.^[٢][٣]

لماذا يعاني المصابون بمتلازمة داون من مشكلة زيادة الوزن؟

يُعدّ الأطفال المصابون بمتلازمة داون أكثرَ عُرضةً لمواجهة حالة زيادة الوزن مقارنةً بالأفراد الآخرين، وحتى أشقائهم غير المصابين، وذلك يَعود إلى الأسباب التّالية:^[٤][٥]

• تكون معدّلات حرق السُّعرات الحراريّة لديهم أقلّ مقارنةً بالأفراد غير المصابين.
• يُعدّ المصابون بمتلازمة داون أكثرُ عرضةً للإصابة بحالةٍ من قصور نشاط الغدة الدرقية، والتي تتميّز بارتباطها بزيادة في الوزن.
• وجود زيادة لديهم في مستوى هرمون اللّبتين؛ المسؤول عن تنظيم مستويات الجوع والشّبع لدى الفرد، وبالتالي زيادة خطر إصابتهم بالسُّمنة.^[٦]

متى تبدأ مشكلة زيادة الوزن لدى مرضى داون بالظهور؟

في العادة، لا يولد الأطفال المصابون بمتلازمة داون بأوزان زائدة، بل يولدون غالبًا بأطوال وأوزان أقلّ مقارنةً بالأطفال الآخرين، وقد يكون نمّوهم أبطأ كذلك، ولكنّ مع خطر زيادة الوزن في نفس الوقت، وذلك نتيجةً لتباطُؤ معدلات الأيض والتّمثيل الغذائي لديهم مع تقدم العمر، تبدأ مشكلة زيادة الوزن بالنسبة لهم في الظهور على نحوٍ تدريجي، وأمّا بالنسبة لبعض الأطفال فمن الممكن أن تبلغ أوزانهم ثلاثة أضعاف الوزن عند الولادة بحلول عامهم الأول، ثم تستمر بذلك بشكلٍ يُعرِّضُهم لخطر الإصابة بالسمنة خلال سنٍّ باكرة.^[٧][٨]

هل يمكن السّيطرة على الوزن بالنسبة لمرضى متلازمة داون؟

غالبًا ما يكون أساس المشكلة الّتي يواجهها الأفراد المصابين بمتلازمة داون في السّيطرة على الوزن، هي التّوازن بين كميّة السُّعرات الحرارية التي يتمّ تناولها مقارنةً مع مستوى النّشاط البدني المبذول، وفي حال عدم وجود حالةٍ طبيّةٍ أساسيةٍ يعاني منها المُصاب بمتلازمة داون لها التّأثير في المساهمة بزيادة الوزن لديه، فإنّه قد يتمكّن من الحفاظ على وزنه بنفس الطُّرق الأساسيّة الّتي يقوم بها أيُّ شخصٍ آخر في محاولة فقدان الوزن أو السّيطرة عليه، مثل الممارسة المنتظمة للرياضة، وتناول الغذاء الصحّي والمتوازن وغيرها من الأمور أيضًا.^[٥][٩]

أبرز طرق إدارة الوزن بالنسبة لمرضى متلازمة داون

توجد العديد من الأمور الّتي يُنصح بها مريض متلازمة داون لمحاولة علاج مشاكل السُّمنة وزيادة الوزن لديه، وذلك بمساعدةٍ من الأهل والمحيطين به بالطّبع، نذكر منها ما يلي:^[٥][٩]

• تخفيض الكميّاتِ والحصصِ الّتي يتم تناولها من الطّعام.
• تجنّب تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات.
• القيام بإعداد وجبات الطّعام في المنزل.
• التأكُّد من تناول الأغذية الصحيّة، الّتي تزيد من نسبة الشُّعور بالشّبع مع الإمداد الغذائي الجيّد، والّتي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف، مثل الخضروات، والفواكه.
• اختيار المشروبات والحلويات بأفضل الخيارات الصحيّة الممكنة.
• أهميّة متابعة الآخرين لهم، والحصول على مساعدتهم في مراقبة أوزانهم.
• عدم اعتماد الوجبات والطّعام كنظامٍ للمكافأة.
• الحرص على وجود نظامٍ روتينيٍّ محدّد ومنظّم، بشكلٍ يتناسب مع مهاراتِ واهتماماتِ الفرد.
• تجنُّب المشروبات السكرية، مثل: حليب الشوكولاتة، والمشروبات الغازية، والمشروبات الرياضية، وعصير الفاكهة، وذلك نظرًا لأنّها تحتوي على كميّاتٍ عالية من السُّكر، فتزيد من العرضة لاكتساب المزيد من الوزن، حيث يرتبط خطر زيادة نسبة الإصابة بالسمنة بنسبة 60% مع كُلّ مشروبٍ يحتوي على السُّكر ويتناوله الطّفل بشكلٍ يومي، كما قد يجعل الطّفل أكثر عُرضةً للإصابة بمرض السُّكري من النوع الثاني إلى جانب الأمراض المتعلقة بالقلب.