ماذا يعني بكاء الرضيع وهو نائم؟

كون الطفل لا يملك وسيلة للتعبير عن نفسه سوى البكاء؛ لذا فقد يُشكّل بُكاء الطفل الصغير في منتصف الليل الانزعاج والقلق للآباء والأمهات وذلك لكونهم قد يجهلون أحيانًا السبب الحقيقي الكامن وراء هذا البُكاء بما يحرم الطفل نفسه ووالديه من النوم بارتياح، فما هي أسباب بكاء الطفل الرضيع أثناء نومه؟^[١]

ما هي أسباب بكاء الطفل الرضيع أثناء نومه؟

ثمة العديد من الأسباب التي تكمن وراء بكاء الرضيع أثناء النوم، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

• الحاجة لقضاء احتياجاته كرضيع: إذ إن الرضيع يلجأ للبكاء كإشارة لشعوره بالجوع، أو عدم الراحة، أو قلة النوم، أو الحاجة لتغيير الحفاظات، وبالتالي فإنَّ البكاء هو تنبيه للوالدين لتلبية احتياجاته الأساسية كرضيع.^[٢]
• صعوبة في التأقلم مع نظام نوم منتظم: يُعاني الأطفال الرُّضع من مشاكل في التأقلم مع نظام معين للنوم، هذا بدوره يجعل من الطبيعي أن يستيقظوا للبكاء مرات عديدة خلال الليل، أو أثناء نومهم،^[٣] إذ يمرّ الأطفال حديثي الولادة بأنماط متناوبة أثناء النوم، بما يتضمن النوم الخفيف والمتقطع للطفل، والذي يجعله يتحرك ويستيقظ باكيًا.^[٤]
• الكوابيس أو الرعب الليلي: يُعاني الأطفال سواءً الأطفال الرُّضع منهم أو في أحيانٍ أخرى الأكبر سنًا بقليل مما يُسمى بالرعب أو الذعر الليلي خاصةً عند وضعهم في السرير أو عند سماعهم بعض الأصوات ليلاً، ومن الممكن أن يُعانوا من الكوابيس المزعجة والتي تجعلهم يبكون أثناء النوم.^[٣]
• نوع الحليب الصناعي: فقد يبكي الطفل لعدم ملائمة الحليب الصناعي لجهازه الهضمي الذي لا يزال في مرحلة التطور ولم يكتمل بعد، وبالتالي قد لا يُناسبه أيّ نوع من أنواع الحليب.^[٤]
• تغييرات في درجة حرارة جسم الطفل: قد يبدأ الطفل في الشعور بالحرارة أو البرودة أثناء الليل، مما يجعله يبكي لعدم شعوره بالراحة.^[٥]

هل يعد بكاء الرضيع وهو نائم أمراً طبيعياً؟ وما هو معدل البكاء الطبيعي؟

الإجابة نعم، إذ يُعتبر بكاء الطفل الرضيع وهو نائم واستيقاظه خلال الليل أمرًا طبيعيًا بشكلٍ خاص الأطفال الذين لم يتجاوزوا عمر 6 أشهر بعد، فغالبًا لن ينتظم نوم الطفل قبل أن يصل على الأقل لعمر 4 أو 6 أشهر،^[١] نظراً لذلك يُعتبر بكاء الطفل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياته بمعدل ساعة إلى ساعتين بشكلٍ يومي أمرًا طبيعيّ الحدوث، وذلك لكون الطفل الرضيع لا يزال يُعاني من تقلبات واضطرابات في النوم وأنماط نوم غير مستقرة، والمغص أيضاً، مما قد يجعل البكاء يحدث ليلاً، ويجدر بالذكر بأن العمر يلعب دورًا مهمًا في تراجع عدد الساعات التي يحتاجها الرضيع، إذ يقل معدل ساعات النوم بشكلٍ أكثر من المعتاد عند بلوغ الطفل حوالي 4 أشهر من العمر، وكذلك عمر 6 أشهر، ومن 8 إلى 10 شهر، ومن ثم عند بلوغه السنة.^[٤][٣]

ما هي طرق التعامل مع بكاء الطفل الرضيع أثناء نومه وتهدئته؟

يُمكن الاستعانة بالطرق والنصائح التي تُساعد على تهدئة بكاء الطفل أثناء نومه:^[٤]

• الصبر على الطفل، فعلى الوالدين أن يعوا حقيقة أن الطفل يعاني من عدم استقرار نمط النوم لديهم.
• التأكد بأن الطفل نائم بوضعية نوم مريحة؛ أي في منتصف السرير وليس على الأطراف.
• توفير الهدوء والبيئة المناسبة، كأن تكوين بيئة خالية من التدخين والسجائر، إذ إنّ التدخين قد يُفسد نوم وراحة الطفل وإمكانية الرضاعة الهادئة.^[٦]
• اعتناء الأم بنفسها؛ فقد يمدها ذلك بالطاقة لتتمكن من الاعتناء بطفلها بشكلٍ أفضل.^[٦]
• لف جسم الطفل الرضيع ببطانية؛ عدا الرأس والرقبة، إذ قد يُساعد ذلك على تمويه البيئة للطفل بما يشكل بيئة مشابهة لرحم الأم، وبالتالي تشجيعه على النوم بصورةٍ أفضل.^[٧]

دواعي مراجعة الطبيب بما يتعلق ببكاء الرضيع

يجب الرجوع للطبيب عندما يكون بكاء الرضيع مرتبطًا بأحد الحالات التالية:^[٧][٨]

• إصابة الطفل الرضيع بالحمى.
• استمرار الطفل بالبكاء لأكثر من ساعتين؛ على الرغم من استفاذ جميع الطُرق الممكنة لتهدئته.
• رفض الطفل الأكل أو الشرب، أو تقيؤه لأي شيء يتناوله.
• ملاحظة ظهور براز دموي أو عدم تبوله لمدة طويلة، أو عدم استجابته لأي شيء.
• عدم الحركة أو تدني مستوياتها أو الضعف الشديد.
• ظهور تصرفات غير طبيعية ولا تشابه تصرفات الأطفال من نفس سنه.
• وجود علامات على المرض، أو ملاحظة أن بكاء الطفل ليس كالمعتاد.^[٩]