تتراوح نسبة إصابة الرُّضع بحساسية الحليب ما بين 2 - 3%، ولحُسن الحظ فإن العديد من الأطفال المصابين بها يتعافون بمجرد بلوغهم العام تقريبًا، بينما يتعافى معظمهم عند بلوغهم سن 3 سنوات تقريبًا.[١]










علاج حساسية الحليب عند الرضع

يُمكن علاج حساسية الحليب عند الرُّضع اعتمادًا على نوع الرِّضاعة التي يتلقونها،[١] وفيما يأتي توضيحًا لذلك:


الرِّضاعة الصناعية

في الحالات التي يعاني فيها الطفل الذي يرضع حليبًا صناعيًا من حساسية الحليب، قد يقترح الطبيب استبدال تركيبة الحليب الحالية بأخرى،[١] ويعتمد اختيار التركيبة الأفضل للطفل الذي يعاني من حساسية الحليب على عمره، ونوع حساسية الحليب التي يعاني منها، لذا لا بدّ من استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على المشورة المناسبة،[٢] وفيما يأتي توضيحًا للتركيبات التي يُمكن إعطاؤها للرُّضع الذين يعانون من حساسية الحليب:

  • تركيبة بروتين الصّويا: (Soy Protein Formula)، غالبًا ما يعاني معظم الأطفال المصابين بحساسية الحليب من الحساسية تجاه فول الصّويا أيضًا، لذا فإن الطبيب يقترح استخدام تركيبة مضادة للحساسية تحتوي على بروتين التحلل المائي، والذي يحتوي على بروتينات الحليب التي تم تكسيرها جزئيًا، لذا فمن غير المرجح أن تسبب هذه التركيبة رد فعل تحسسي للرّضيع.[١]
  • التركيبة سهلة التّحلل: (Extensively Hydrolyzed Formula - eHF)، توفر هذه التركيبة تغذية متكاملة للرُّضع الذين يعانون من حساسية الحليب؛ إذ تعمل على تكسير بروتين الكازين (Casein) الموجود في الحليب، والمسؤول عن ظهور أعراض الحساسية لقطعٍ صغيرة غالبًا لا تُسبب الحساسية، لذا فإنه ما يُقارب 90% من الأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب يُمكنهم تحمل هذه التركيبة دون أن تظهر عليهم أي أعراض.[٣]
  • تركيبة الأحماض الأمينية: (Amino Acid Formula - AAF)، توفر هذه التركيبة تغذية متكاملة للرُّضع غير القادرين على تحمّل التركيبة المتحللة على نطاقٍ واسع؛ فالأحماض الأمينية هي لبنة الأساس للبروتينات، وهذه التركيبات لا تحتوي على أي بروتينات كاملة، لذا فإن معظم الأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب، أو الحساسية تجاه التركيبة المتحللة على نطاقٍ واسع يتحملون هذه التركيبة دون أن تظهر عليهم أي أعراض للحساسية.[٣]



  • يجب الانتباه إلى ضرورة عدم تحويل الأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب إلى حليب البقر، أو حليب الماعز، أو حليب الأغنام، أو تركيبة الحليب منخفض التسبب بالحساسية (HA Milk)، أو حليب A2، أو الحليب الخالي من اللاكتوز (LF Milk).
  • في بعض الحالات يُنصح بحمل حُقنة الإبينيفرين (Epinephrine) في حال كان الرّضيع يُعاني يعاني من رد فعل تحسسي خطير يُسبب الحساسية المفرطة، والتي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، لذا يمكن للإبينيفرين علاج هذه الحساسية المفرطة، وتجنّب المخاطر المحتملة.



الرِّضاعة الطبيعية

الرِّضاعة الطبيعية وحدها أفضل الطرق لتغذية جميع الأطفال حتى سن 6 أشهر، ولكن في حال تشخيص الطفل بحساسية الحليب سيتوجب على الأم إزالة جميع منتجات الألبان من نظامها الغذائي، مع ضرورة تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د يوميًا.[٢][٤]


أنواع حساسية الحليب عند الرضع

تُقسم حساسية الحليب عند الرُّضع لقسمين رئيسيين اعتمادًا على وقت ظهور الأعراض، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:[٥]

  • حساسية الحليب الفورية: الحساسية التي تبدأ فيها الأعراض بالظهور خلال دقائق من شرب الحليب.
  • حساسية الحليب المتأخرة: الحساسية التي عادةً ما تبدأ فيها الأعراض بالظهور بعد ساعات أو حتى أيام من شرب الحليب.


أعراض حساسية الحليب عند الرضع

كما أُسلف الذكر يُمكن لأعراض حساسية الحليب أن تظهر مباشرةً خلال دقائق، أو بعد عدّة أيام من شرب الحليب اعتمادًا على نوع الحساسية التي يعاني منها الرّضيع،[٥] وفيما يأتي توضيحًا لذلك:


أعراض حساسية الحليب الفورية

يُذكر من الأعراض التي تظهر سريعًا ومباشرةً لدى الرُّضع الذين يعانون من حساسية الحليب ما يأتي:

  • الطفح الجلدي الأحمر الذي يُسبب الحكة، وهو من أكثر الأعراض شيوعًا.[٦]
  • تورّم الشفتين، أو الوجه، أو العينين.[٤]
  • آلام في المعدة.[٤]
  • التقيؤ.[٤]
  • الإسهال.[٤]
  • الصفير، أو التنفس بصوتٍ مرتفع.[٤]
  • تورّم اللسان.[٤]
  • ضيق أو تورم في الحلق.[٤]
  • خشونة الصوت.[٤]
  • تغيّرات في درجة الوعي والاستيقاظ عند الرّضيع.[٤]


أعراض حساسية الحليب المتأخرة

يُذكر من الأعراض التي تظهر متأخرًا لدى الرُّضع الذين يعانون من حساسية الحليب ما يأتي:[٤]

  • التقيؤ والإسهال بعد 2 - 24 ساعة من تناول الحليب.
  • ظهور الدّم أو المخاط في براز الطفل.
  • تفاقم الإكزيما سوءًا.


تشخيص حساسية الحليب عند الرضع

عند الاشتباه بإصابة الرّضيع بحساسية الحليب، لا بدّ من مراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن، والذي بدوره يطرح مجموعة من الأسئلة ويُجري فحصًا بدنيًا للرّضيع، وقد يطلب إجراء اختبار البراز أو اختبارات الدّم لتأكيد الحساسية، كما يُمكن الكشف عن حساسية الحليب من خلال إجراء اختبارات الجلد، والتي من خلالها يضع الطبيب البروتينات الموجودة في الحليب على جلد الرّضيع، ليشق بعد ذلك ثقبًا صغيرًا في الجلد، وفي حال حدوث انتفاخ في جلد الرّضيع فإن ذلك يُشير إلى تفاعل جسمه مع بروتينات الحليب، مما يعني أنه مُصاب بحساسية الحليب.


الفرق بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز

في الواقع يخلط الكثيرون بين حساسية الحليب وعدم تحمّل اللاكتوز (Lactose Intolerance)، فعلى الرغم من أنهما من الحالات التي تُصيب الجهاز الهضمي، إلّا أن حساسية الحليب تُعد أكثر حدّة من عدم تحمل اللاكتوز؛ فعدم تحمل اللاكتوز هي مشكلة في الجهاز الهضمي تحدث نتيجة عدم وجود إنزيم اللاكتاز (Lactase) المسؤول عن تكسير سكر اللاكتوز الموجود في الحليب ومنتجات الألبان، أمّا حساسية الحليب فهي نوع من أنواع الحساسية الغذائية التي تحدث نتيجةً لرد فعل تحسسي للبروتين الموجود في الحليب، وتشترك كلتا الحالتين باحتمالية حدوثهما في أي مرحلة عمرية من حياة الشخص، ولكن تزداد فرصة حدوث عدم تحمل اللاكتوز مع التقدم في العمر، بينما تُعد حساسية الحليب أكثر شيوعًا بين الرُّضع والأطفال.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Colleen de Bellefonds (23/2/2021), "Milk Allergies and Lactose Intolerance in Babies", whattoexpect, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Cows' milk allergy", healthnavigator, 11/3/2020, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Formula Options for Infants and Toddlers With Food Allergies", kidswithfoodallergies, 9/2020, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "Milk intolerance in babies and children", pregnancybirthbaby, 7/2020, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "What should I do if I think my baby is allergic or intolerant to cows' milk?", nhs, 12/7/2019, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  6. Oriana Hernandez Carrion (9/6/2021), "Milk allergies in babies", aptaclub, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  7. Chris Iliades (17/1/2021), "Lactose Intolerance or Milk Allergy: What's the Difference?", everydayhealth, Retrieved 16/9/2021. Edited.