يُعرَّف مرض الثعلبة (Alopecia areata) على أنه أحد أمراض المناعة الذاتية؛ التي يقوم فيها جهاز المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر عن طريق الخطأ، مؤدياً إلى تساقطه من فروة الرأس، ومناطق الجسم المختلفة، وعادةً ما يكون الضرر الحاصل غير دائم، ويعتبر المرض أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تقلُّ أعمارهم عن 20 عامًا، إلا أنه قد يحدث في أي عمر، فهل يصيب الأطفال كذلك؟[١][٢]


مرض الثعلبة عند الأطفال

يتأثر الأطفال أيضاً بهذا المرض، والجدير بالذكر أنه قد يتطوّر إلى الثعلبة الكليّة التي تحدث عند حوالي 5% من الأطفال المصابين، والتي تتسبب في تساقط شعر فروة الرأس كاملاً، وبعض هؤلاء الأطفال يُصابون بالثعلبة الشاملة، والتي تتمثل بفقدان شعر الجسم كاملاً.[٢][١]


أعراض مرض الثعلبة

تتضمن أعراض مرض الثعلبة عند الأطفال ما يلي:[٣][٤]

  • ظهور منطقة صلعاء على فروة رأس الطفل، أو حاجبيه، أو رموشه، أو جسده، وتتميز هذه المنطقة بما يلي:
  • يمكن أن تظهر بشكلٍ مفاجئ في غضون 24 ساعة، على شكل بقعة واحدة أو اثنتين في كل مرّة.
  • تكون البقعة ناعمة وملساء، ولا يرافقها أيّ تهيُّج في الجلد.
  • قد تسبب الشعور بالحكة، أو الحرقة، أو الوخز.
  • يمكن أن تتأثر أظافر اليدين والقدمين بداء الثعلبة أيضًا، حيث قد تؤدي إلى:
  • ظهور بقع بيضاء عليها.
  • ظهور نتوءات على الأظافر.
  • هشاشة الأظافر، مما يؤدي إلى تكسُّرها بسهولة.



قد يتساقُط جميع شعر فروة الرأس، أو يتساقُط شعر فروة الرأس والجسم كامل، بما في ذلك الحاجبين والرموش، ولكن يعدُّ هذا نادرًا.




تشخيص مرض الثعلبة عند الأطفال

عادةً يكون الطبيب قادرًا على تشخيص داء الثعلبة بمجرد النظر إلى مدى تساقط الشعر، وفحص بعض عينات الشعر تحت المجهر، إلا أنه قد يلجأ إلى عدد من الفحوص الأخرى، والتي تشمل ما يلي:[٥][٦]

  • أخذ خزعة: يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى أخذ عينة من فروة الرأس وتحليلها لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تتسبب بتساقط الشعر، بما في ذلك الالتهابات الفطرية مثل سعفة الرأس.
  • تحاليل الدم: يلجأ الطبيب لإجراء اختبارات الدم في حالة الاشتباه بوجود أمراض مناعة ذاتية أخرى، ويتم فيه اختبار وجود واحد أو أكثر من الأجسام المضادة غير الطبيعية، فإذا تم العثور على هذه الأجسام المضادة في الدم، فعادةً ما يعني ذلك أن المريض يعاني من اضطراب في المناعة الذاتية، بالإضافة إلى فحوص أخرى لاستبعاد الحالات الأخرى، مثل:
  • بروتين سي التفاعلي (C-Reactive Protien)، ومعدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR).
  • نسبة الحديد في الدم.
  • هرمونات الغدة الدرقية والغدة الكظرية.
  • نسبة هرمونات الغدد التناسلية.


علاج مرض الثعلبة عند الأطفال

غالباً يفضّل معظم أطباء الأمراض الجلدية عدم إعطاء الطفل أي علاج في البداية، حيث إن هناك فرصة لنمو الشعر من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى علاج، خاصة إذا كانت البقع صغيرة، لكن هناك العديد من العلاجات المتوفرة للثعلبة، ويجدر بالذكر أن هذه العلاجات تساعد على علاج بقع الصلع الموجودة، لكنها لا تمنع من تكوُّن بقع جديدة، ومنها ما يلي:[٧][٢]

  • كريمات الكورتيزون، والتي توضع على المناطق الصلعاء.
  • استخدام حقن الكورتيزون كل 4 إلى 6 أسابيع، بين طبقات الجلد في مناطق الصلع، حيث تساعد على تثبيط جهاز المناعة، فتمنع الجسم من مهاجمة بصيلات الشعر، وتخفف من الانتفاخ.
  • دواء مينوكسيديل (Minoxidil) المعروف بالاسم التجاري (Rogaine)، الذي يحفّز إعادة نموّ الشعر.
  • أدوية محفزة أو مهيجة للجلد، والتي قد تؤدي إلى نمو الشعر، وغالبًا ما يكون هذا الدواء ديفينسيبرون (DPCP).



قد يضطر الطبيب أن يصف دواءً عن طريق الفم للأطفال الذين يُعانون من تساقطٍ سريعٍ وكاملٍ للشعر، أو أن يصف أحد الأدوية المثبطة للمناعة في حال تفاقمها.




متى ينمو الشعر مرةً أخرى؟

لا يمكن التنبُّؤ بالمدة التي سيستغرقها الشعر للنمو مرة أخرى، فهناك العديد من الأطفال الذين نما شعرهم في غضون عام، بينما فقده الكثير منهم مرةً أخرى، وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في ذلك، وهي كالتالي:[١][٨]

  • عمر الطفل: كلمّا كان عُمر الطفل صغيرًا عند إصابته بالثعلبة، يقل احتمال نموّ شعره مرة أخرى.
  • كمية الشعر المُصاب: من غير المحتمل أن ينمو شعر الطفل مرةً أخرى إن كان يمتلك مناطق كثيرة وكبيرة الحجم من الشعر المتساقط.
  • مقدار الوقت: كلما زادت المدة التي استمر فيها تساقُط الشعر، كلما قل احتمال نموُّه مرة أخرى.


كيف تدعم طفلك المُصاب بالثعلبة؟

هناك عدد من الأمور التي يمكن اتباعها لتقديم الدعم للطفل المُصاب بالثعلبة وتحسين نفسيته، وهي كالتالي:[٢][٦]

  • احرص على تثقيف طفلك حول مرض الثعلبة، وكن صريحًا معه، وامنحه الدعم والقوة.
  • أخبر طفلك بأن الثعلبة لا تسبب الألم، كما أنها ليست من الأمراض المعديّة، أي أنها لن تنتقل منه إلى شخصٍ آخر، لذلك يجب عليه القيام بأنشطته المعتادة، والذهاب إلى المدرسة بانتظام.
  • ساعد طفلك على تقليل تأثير مظهر الثعلبة عليه؛ حيث قد يرغب طفلك بارتداء شعرٍ مستعار، أو قبعة.


نصائح منزلية للعناية بالثعلبة

يمكنك استخدام الطرق التالية لتقليل آثار تساقط الشعر الحاصل لدى طفلك، وهي كما يلي:[٣]

  • ضع واقي الشمس يوميًّا على مناطق الجلد المكشوفة، والوجه، وفروة الرأس.
  • غطّ فروة رأس طفلك لحمايتها من أشعة الشمس، واحرص على الحفاظ على دفء رأسه في فصل الشتاء.
  • ضع مرهم داخل فتحات الأنف لمنع تساقط شعر الأنف.
  • اجعل طفلك يرتدي النظارات الشمسية لحماية الجلد حول العينين، ولتقليل تساقط الرموش.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Hair Loss in Children", webmd, Retrieved 12/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Alopecia Areata", mottchildren, Retrieved 12/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Hair Loss (Alopecia Areata) in Children", mydoctor.kaiserpermanente, Retrieved 12/10/2021. Edited.
  4. "Hair Loss (Alopecia Areata)", rileychildrens, Retrieved 12/10/2021. Edited.
  5. "Everything You Need to Know About Alopecia Areata", healthline, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Alopecia areata (hair loss)", aboutkidshealth, Retrieved 12/10/2021. Edited.
  7. "Alopecia areata (hair loss)", aboutkidshealth, Retrieved 12/10/2021. Edited.
  8. "Alopecia Areata", cincinnatichildrens, Retrieved 13/10/2021. Edited.