علاج الثعلبة عند الأطفال

تمثل الثعلبة (Alopecia areata) أحد الأمراض المناعية الذاتية والتي يُهاجم فيها جهاز المناعة بصيلات الشعر عن طريق الخطأ مسبباً تساقط الشعر؛ وهي الخاصية الأبرز لمرض الثعلبة، ومن الجدير ذكره أن هذا المرض لا يعد معدياً، فكيف يتم علاج مرض الثعلبة؟^[١]

علاج الثعلبة عند الأطفال

لا يوجد علاج تام لمرض الثعلبة لدى الأطفال،^[٢] وتتضمن الخطة العلاجية قد تتضمن كريمات الكورتيزون، والحقن داخل طبقة الأدمة، والبخاخات، والعلاجات الفموية، والعلاجات المناعية الموضعية،^[١][٣] وهي فعالة في السيطرة على الأعراض المرتبطة بهذا المرض،^[٢] وقد لا يتم إعطاء الأطفال المصابين بالثعلبة أي علاجات في البداية، ما لم تستلزم الحالة خلاف ذلك،^[٤] إذ إن العديد من بقع الشعر المتساقط قد يعود فيها نمو الشعر بصورةٍ تلقائية دون الحاجة لأي علاج،^[٥] وبشكلٍ عام فإن الأمر يستلزم تجربة عدة علاجات لاختيار الأمثل والأفضل منها لحالة الطفل، مع الأخذ بالاعتبار أن اختيار العلاج يعتمد على عوامل عديدة؛ من أبرزها: عمر الطفل، وموقع الشعر المتساقط، وكمية الشعر المتساقط، وفيما يأتي تفصيل لطرق العلاج:^[٢]

الانتظار والمراقبة

يعتبر نهج الانتظار والمراقبة أفضل الطرق العلاجية للسيطرة على الثعلبة؛^[٤] وبخاصة للأطفال صغار السن، إذ إن ما نسبته 50% من الشعر المتساقط قد يُعاود الظهور في غضون عام بعد تساقطه،^[٦] وهذا ما يدعو إلى عدم استخدام أي أدوية والاكتفاء بالانتظار والمراقبة.^[٧]

الكورتيزون الموضعي

يمثل الكورتيزون الموضعي (Topical corticosteroids) الخيار العلاجي الأولي المتبع في حالات الثعلبة التي تصيب الأطفال، فهو يمتاز بسهولة استخدامه، وعدم تسببه بالألم عند تطبيقه على الجلد،^[٨] وقد يكون استخدامه وحده فعالاً في السيطرة على أعراض الثعلبة لدى الأطفال دون الحاجة لاستخدام علاجات أخرى، ويتم تطبيقه على المناطق التي أثرت الثعلبة فيها وتساقط منها الشعر، بما يساهم في تعزيز نمو الشعر في هذه المناطق، وغالباً ما يُوصف للاستخدام مرة أو مرتين في اليوم الواحد.^[٩]

حقن الكورتيزون داخل الأدمة

يتم اللجوء لاستخدام خيار حقن الكورتيزون داخل طبقة الأدمة (Intradermal steroid injections) من البشرة في حالات محدودة من إصابة الأطفال بالثعلبة، نظراً لتسببه بالألم، وخوف العديد من الأطفال من إجراء الحقن، وهو متبع كأفضل خيار في حالات الثعلبة التي تؤثر في مناطق محدودة من الجلد.^[٨]

الكورتيزون الفموي

يُوصف الكورتيزون الفموي لفترةٍ قصيرة في بعض حالات الثعلبة الحادة التي تتطور بصورةٍ بطيئة،^[٦] وبالرغم من أن هذا الخيار قد يكون مفيداً في بعض حالات الثعلبة، إلا أنه لا ينصح به نظراً لارتفاع المخاطر الجانبية التي قد تترتب على الإصابة بهذه الحالة.^[١٠]

دواء المينوكسيديل

دواء المينوكسيديل (Minoxidil) المعروف تجارياً بروجين (®Rogaine)، يستخدم كعلاج مساعد إلى جانب علاجات الكورتيزون الأخرى بهدف المساعدة على تحفيز نمو الشعر، وغالباً ما يتم تطبيقه على مناطق فروة الرأس، والحواجب، واللحية، التي يحدث فيها التساقط، ويُستخدم بما معدله 2 إلى 3 مرات في اليوم الواحد.^[٨][٩]

مرهم أنثرالين

يساعد مرهم أنثرالين (Anthralin) على تعزيز نمو الشعر في المناطق التي حدث فيها تساقط للشعر نتيجة الإصابة بالثعلبة، وغالباً ما تظهر النتيجة خلال شهرين من الاستخدام المتواصل أو أكثر، ومن الجدير ذكره أن قوام هذا المرهم شبيه بالقطران بما قد يسبب تصبغ الجلد أو تهيجه عند تطبيقه على المنطقة، إلا أن الاستخدام لفترة قصيرة وغسله مباشرة قد يُجنب حدوث ذلك.^[٧]

محسسات التلامس

تتضمن محسسات التلامس (Contact sensitizers) دواء ديفينيل سيكلوبروبينون (DPCP) في الغالب، ويؤدي تطبيقه على المنطقة التي تساقط الشعر منها إلى تهيج الجلد، واحمراره، وتقشره، بمعنى أدق إن هذه الأدوية تتسبب بحدوث ردود فعل تحسسية تؤدي إلى نمو الشعر، إلا أن الأمر يستلزم الالتزام باستخدامها بحيث تظهر النتائج غالبًا في غضون 3 أشهر من بدء الاستخدام.^[٤]

العلاج بليزر إكسيمر

يمتلك العلاج بليزر إكسيمر (Excimer laser therapy) بعض الفعالية في التخفيف من أعراض الثعلبة لدى الأطفال، ولكن استخدامه غير شائع نظراً لتكلفته المرتفعة.^[١٠]

نصائح وإرشادات للتخفيف من الثعلبة عند الأطفال

هناك مجموعة من النصائح والإرشادات التي يتم اتباعها منزلياً لتخفيف أعراض الثعلبة لدى الأطفال، ومنها ما يأتي:^[١١]

• تجنب شد شعر الطفل عند تمشيطه وغسله، تفادياً لمزيد من تساقط الشعر.
• تجنب تسريح الشعر التي تتضمن شده؛ مثل تسريحة ضفيرة الحصان.
• تجنب استخدام المواد الكيميائية ومستحضرات تنعيم الشعر للطفل.
• تطبيق واقي الشمس على وجه الطفل وفروة رأسه المكشوفة قبل تعرضه للشمس.^[١٢]
• تغطية فروة الرأس لحمايتها من أشعة الشمس، مع الحرص على تدفئة الرأس خلال فصل الشتاء.^[١٢]
• ارتداء النظارات الشمسية لحماية الجلد المُحيط بالعينين بما يقي من تساقط رموش العين.^[١٢]
• تطبيق المراهم المتبعة داخل فتحات الأنف تفادياً لتساقط الشعر منها أيضاً.^[١٢]

كم يستمر تساقط الشعر في حالات إصابة الطفل بالثعلبة؟

يعاني الأطفال المصابين بالثعلبة من نوبات تساقط الشعر، بحيث تستمر كل نوبة منها لمدة أقل من عام، وخلال النوبة يتساقط الشعر؛ إلا أنه ما يلبث أن يعاود النمو مرة أخرى بعد انتهاء النوبة حتى وإن لم يتم استخدام علاجات في العديد من الحالات، ولكن هناك حالات قليلة قد لا ينمو فيها الشعر من تلقاء ذاته ولا يستجيب للعلاجات المختلفة.^[٥]

كيف تؤثر الإصابة بالثعلبة في حياة الطفل؟

يعد تأثير الثعلبة في صحة الطفل العامة محدوداً أو معدوماً نظراً لأنها لا تسبب له شعوراً بالألم ولا تجعله طريح الفراش، وكذلك فهي لا تسبب مضاعفات خطيرة، ولا يمكن نقلها للآخرين بالتعامل المباشر،^[٧] ولكن المظهر العام لها قد يؤثر في الطفل خاصة إذا أثرت على مساحات كبيرة، فيؤدي إلى العزلة الاجتماعية، وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب وتدني احترام الذات في بعض الحالات، ولتفادي ذلك ينصح باتباع الآتي:^[١٣]

• تقديم الدعم النفسي والطمأنينة للطفل ووالديه.
• استخدام الطرق التجميلية لإخفاء مناطق الصلع.
• زيارة طبيب نفسي مختص بالأطفال إن استلزم الأمر ذلك.
• تعليم الطفل وتثقيفه بحالة الثعلبة التي أصابته، وتوعيته بأن هذه الحالة شأنها كشأن أي مرض من الممكن السيطرة على أعراضها.^[٤]
• الاستماع للطفل ومشاركته ما يشعر به.^[٤]
• إلباس الطفل شعراً مستعارًا.^[٤]

دواعي زيارة الطبيب

يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب في حال ظهور أي علامات تدل على تساقط الشعر لديه، ويعد ذلك سهلاً في حالات الأطفال صغار السن؛ إلا أن الأطفال الأكبر سناً قد لا يرغبون بذلك أو لا يعد إقناعهم بهذا الأمر سهلاً.^[٢]