يتمكّن معظم الأطفال عند بلوغ سن 4 سنوات من السيطرة على المثانة ومنع حدوث التبول اللاإرادي في فترة الليل أو النهار، بينما يظل البعض غير قادر على السيطرة على التبول في سن 6 أو 7 أعوام تبلغ نسبتهم حوالي 10%، لكن ينبغي النظر بجدية للأمر إذا استمرت المشكلة إلى ما بعد سن 7 سنوات، وسنتحدث في هذا المقال عن أبرز طرق العلاج المستخدمة في علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال.[١]
علاج التبول اللإرادي عند الطفل
لعلاج التبول اللإرادي للأطفال بداية يؤخذ بعين الاعتبار المسبب الأساسي للمشكلة في حال وجوده مثل: الإمساك أو انقطاع النفس أثناء النوم قبل اللجوء إلى طرق العلاج الأخرى، إذ يعتمد علاج التبول اللإرادي على تغيير السلوكيات والأساليب الحياتية إذا لم تكن مشكلة التبول اللاإرادي مُقلقة، أو تناول الأدوية في بعض الحالات، وبالرغم من تخطي معظم الأطفال مشكلة التبول اللإرادي من تلقاء أنفسهم، إلّا أنّه يجب الذهاب إلى الطبيب وتلقي العلاج المناسب إذا لم ينجح تغيير الأساليب الحياتية أو أصبحت المشكلة تشكّل مصدر إزعاج وخوف للطفل، حيث ينبغي مناقشة الطبيب في الخيارات العلاجية المناسبة للحالة.[٢][٣]
الطرق المنزلية وتغيير الأساليب الحياتية
نذكر فيما يلي أبرز طرق العلاج المنزلي وكيفية تغيير الأساليب الحياتية لعلاج التبول اللاإرادي:[٤][٥]
- شرب الطفل كمية كافية من الماء خلال اليوم مع التقليل من السوائل في فترات المساء أو شربها قبل ساعة أو ساعتين من النوم.
- منح الطفل مكافأة إذا ذهب إلى الحمام، على سبيل المثال إعطائِه بعض الملصقات إذا ذهب إلى المرحاض قبل النوم.
- التأكد من استمرارية ذهاب الطفل إلى الحمام بمعدّل 4 إلى 7 مرات خلال اليوم وأيضًا قبل النوم.
- تسهيل وصول الطفل إلى المرحاض في الليل.
- عدم السماح للطفل بتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنّها قد تزيد من عملية التبول لدية مثل: القهوة، الشاي والمشروبات الغازية.
- عدم إيقاظ الطفل أو إجباره على استخدام المرحاض في ساعات الليل لأنّ ذلك لن يفيد على المدى البعيد.
- عدم اللجوء إلى معاقبة الطفل، لأنّ العقاب قد يزيد من سوء الحالة والقيام بدلًا من ذلك بمحاورة الطفل حول الأمر وعدم إشعاره بالخوف والخجل وإخباره أنّ الحدث ليس من خطئِه.[٥][٦]
- ثني أفراد العائلة أو الأقرباء عن مضايقة الطفل الذي يعاني من مشكلة التبول اللاإرادي.[٦]
- حث الطفل على المسؤولية اتّجاه أن يكون نظيفًا وإخباره أنّ الوالدين لا علاقة لهما بالأمر مع التأكيد على مساعدتهما له حتّى يتجاوز المشكلة.[٧]
- تشجيع الطفل أو مساعدته على تنظيف أعضائه الداخلية عند حدوث التبول اللاإرادي لمنع إصابة المنطقة بالتهيُّج أو الطفح.[٦]
- عدم الحديث أمام الآخرين سوى الطبيب عن مشكلة التبول اللاإرادي عند الطفل لأنّ هذا يسبّب حرج وخوف للطفل المصاب.[٦]
لا يزال الجدل قائمًا حول استخدام حفاظات الأطفال لمن يعاني من التبول اللاإرادي، فهناك من يرى أنّها تزيد من ثقة الطفل بنفسه وتُشعِرُه بالاستقلالية وهناك من يرى أنّها تؤثر في قابلية الطفل للاستيقاظ واستخدام المرحاض.
العلاجات الدوائية
يوجد نوعين فقط من العلاجات الدوائية المستخدمة في علاج التبول اللاإرادي، وينبغي التذكير أنّ التوقف عن استخدام هذه الأدوية قبل تخلص الطفل من مشكلة التبول اللإرادي نهائيًّا يعني عودة المشكلة مرة أخرى، وفيما يلي تفصيل أكثر حول هذه الأدوية:[٨]
- دواء ديسموبريسين (Desmopressin): يساعد هذا الدواء على التخفيف من التبول اللاإرادي عند حوالي 40% إلى 60% من الأطفال عن طريق التقليل من كمية السوائل التي ينتجها الجسم، ويتوفّر عادةً على شكل بخاخ للأنف أو حبوب يتناولها الطفل قبل النوم مع الأخذ بعين الاعتبار عدم شرب السوائل بعد أخذ الدواء للتقليل من اختلال توازن المعادن داخل الجسم.
- دواء الإيميبرامين (Imipramine): يعتبر من الأدوية ذات التأثير الجيد عند بعض الأطفال الذين يعانون من السلس البولي اللاإرادي، ومع أنّ هناك إمكانية لزيادة الجرعة المأخوذة من هذا الدواء، إلّا أنّه ينبغي على الوالدين التعامل بدقة فيما يتعلق بِكيفية إعطاء الدواء وتوقيت تناوله تماماً كما وصفه الطبيب، وعادة ما يعطى هذا الدواء للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات.[٨][٩]
جهاز التبول اللإرادي
جهاز التبول اللاإرادي (Bedwetting Alarm) هو عبارة عن جهاز إنذار مشبوك بمستشعِر يتم ربطه بالملابس الداخلية للطفل، حيث أنّه يرسل إشارة بطيئة إلى الدماغ حتّى يستجيب للمثانة الممتلئة بالبول كما يستشعر وجود بلل أو رطوبة؛ فيُصدر ذبذبة أو صوت عالي حتّىيستيقظ الطفل من نومه ويذهب للمرحاض، وقد يحتاج الطفل في بداية استخدامه لجهاز التبول اللاإرادي مساعدة من الأهل لإيقاظه على صوت الجهاز وقد تستمر مدة استخدامه من 6 إلى 8 أسابيع.[١٠][١١]
العلاج البديل
قد يلجأ البعض إلى طرق الطب البديل أو العلاج التكميلي لحل مشكلة التبول اللاإرادي، ومن أمثلة ذلك: التنويم المغناطيسي، والوخز بالإبر الصينية، والتداوي بالأعشاب، لكنّ مازالت الأدلة والبراهين حول فعالية هذا العلاج ضعيفة وغير قطعيّة، كما أنّ الدراسات حول بعض هذه الطرق قليلة لإثبات فاعلية العلاج. [١٢]
متى يكون التبول اللاإرادي إشارة على وجود مشكلة صحية؟
قد يكون التبول اللاإرادي في بعض الأحيان إشارة على وجود مشكلة صحيّة ليست عادية، من الأمثلة عليها ما يلي:[١٣]
- انقطاع النفس أثناء النوم: إذا كان الطفل مصاب بهذه الحالة فإنّه قد يشخر كثيرًا أو تظهر عليه علامات توقف النفس خلال النوم.
- الإصابة بعدوى المسالك البولية: حيث يطلب الطبيب في العادة إجراء فحص البول عندما يعاني الطفل من مشكلة التبول اللاإرادي، حيث أنّ الفحص يكشف عن عدوى المسالك البولية في حال وجودها.
- مرض السكري: يمكن أن يطلب الطبيب أيضًا إجراء فحص البول للتأكد من إصابة الطفل بمرض السكري أو لا.
هل تطول مشكلة التبول اللإرادي عند الطفل؟
لا تطول في العادة مشكلة التبول اللاإرادي عند الطفل؛ حيث يعاني فقط 1% إلى 2% من البالغين من هذه المشكلة، ربّما يكون الأمر مٌقلق للطفل والوالدين وقد يأخذ بعض الوقت حتى ينتهي لكنّه ينتهي في النهاية، كما أنّ التبول اللاإرادي مشكلة قابلة للعلاج ويمكن للطبيب والفريق الطبي المشرف على الحالة مساعدة الطفل وتقديم الدعم له في فرة العلاج.[٣]
المراجع
- ↑ " (What Is Nocturnal Enuresis (Bedwetting", urologyhealth, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ↑ "Bed-wetting", mayoclinic, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bedwetting", clevelandclinic, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ↑ "What to know about bedwetting", medicalnewstoday, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bedwetting in children", nhs, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Bedwetting (Bed Wetting) In Children and Adults", emedicinehealth, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ↑ "Tips for Bedwetting Prevention", webmd, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bedwetting in Children & Teens: Nocturnal Enuresis", healthychildren, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ↑ "Imipramine", drugs, Retrieved 7/10/2021. Edited.
- ↑ "Enuresis (Bedwetting)", nationwidechildrens, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ↑ "Bedwetting", rch, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ↑ "Bed-wetting", mayoclinic, Retrieved 15/9/2021. Edited.
- ↑ "How to Help Your Child Stop Wetting the Bed", clevelandclinic, Retrieved 15/9/2021. Edited.