التهاب المعدة والأمعاء من الحالات الشائعة بين الأطفال، خصوصاً لمن هم دون الخامسة من العمر، وغالباً ما ينتج عن عدوى فيروسية، لذلك يتعافى الأطفال المصابون في غضون أيام قليلة دون الحاجة إلى علاج، ويظهر على الأطفال بعض الأعراض، مثل: الغثيان، والإستفراغ، والإسهال، بالإضافة إلى ألم في المعدة؛ مما يدل على إصابتهم بالتهاب المعدة والأمعاء.[١][٢]


أسباب التهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال

قد ينتج التهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال عن الأسباب التالية:[٣][٤]

  • عدوى فيروسية: تعد العدوى الفيروسية السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المعدة والأمعاء كما ذكرنا سالفاً، وغالبًا ما يُصاب الأطفال بالعدوى الفيروسية عبر انتقال الفيروسات من براز شخص مصاب، لهذا السبب، فإن الأطفال الصغار معرضون بشكل أكبر للإصابة، إذ يلمسون الحفاظات المتسخة، أو ينسون غسل أيديهم بعد استخدام المرحاض، أو قد يضعون أيديهم المتسخة أو الألعاب الملوثة في أفواههم، ويعتبر الروتافيروس ونوروفيروس هما النوعان الأكثر شيوعًا المسببين لالتهاب المعدة والأمعاء.
  • عدوى بكتيرية (التسمم الغذائي): هناك عدة أنواع من البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب المعدة والأمعاء، وغالبًا ما يُصاب به الأطفال نتيجة تناول الأطعمة الملوثة، خاصة اللحوم أو الدواجن أو البيض، بالإضافة إلى لمس الحيوانات التي تحمل بكتيريا معينة، أو شرب المياه الملوثة، ومن الجدير بالذكر أن بعض أنواع البكتيريا يمكن أن تسبب أشكالًا أكثر حدة من التسمم الغذائي التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وجفاف بالإضافة إلى أعراض شديدة في الجهاز الهضمي.
  • عدوى طفيلية: عادة ما تنتقل الطفيليات للأطفال عن طريق شرب المياه أو الأطعمة الملوثة، ويعتبر طفيل الجيارديا السبب الأكثر شيوعًا للإسهال بين الأطفال.
  • بعض السموم الكيميائية: مثل السموم الموجودة في الفطر السام أو في أنواع معينة من المأكولات البحرية، أو في الماء أو الطعام الملوث بمواد كيميائية مثل الزرنيخ أو الرصاص أو الزئبق أو الكادميوم.
  • بعض الأدوية: يمكن أن ينتج التهاب المعدة والأمعاء كعرض جانبي لاستخدام بعض الأدوية سواء أثناء استخدام هذه الأدوية أو نتيجة لتناولها عن طريق الخطأ، وتعتبر مضادات الحموضة والمضادات الحيوية أحد هذه الأدوية.


أعراض التهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال

غالباً ما تكون أعراض التهاب المعدة والأمعاء الفيروسية خفيفة عند معظم الأطفال، ويعتبر الإسهال هو العرض الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء، والذي يمكن تعريفه بأنه خروج براز رخو أو مائي لأكثر من 3 مرات في اليوم الواحد، والذي يستمر عادةً لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 أيام، وفي بعض الأحيان قد يشعر الطفل بمغص في البطن على شكل نوبات، يرافقها ارتفاع في درجة الحرارة وصداع وألم في الأطراف، وعادة ما يرافق الإسهال بعض القيء الذي يستمر ليوم واحد في العادة، ومن الجدير بالذكر أن الإسهال والقيء المستمرين يمكن أن يتسببا في إصابة الطفل بالجفاف.[٥][٦]



تسبب العدوى البكتيرية الحمى، والإسهال الدموي، وتقلصات شديدة في البطن، بينما تتميز العدوى الطفيلية بالإسهال الذي يستمر لفترة طويلة ويظهر على شكل نوبات، والذي يصيب الطفل بالتعب والإرهاق الشديدين، وفقدان الوزن.




تشخيص التهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال

في العادة يشخص الطبيب التهاب المعدة والأمعاء بناءً على الأعراض التي تظهر على الطفل، إضافةً للفحص البدني، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحص سريع للبراز والذي يمكن أن يؤكد أن التهاب المعدة والأمعاء ناتج عن عدوى فيروسية، ومن الجدير بالذكر أن الفحص السريع للبراز يمكن أن يكشف عن فيروس الروتا أو النوروفيروس، الأكثر شيوعاً عند الأطفال.[٧]


علاج التهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال

في معظم الأحيان لا يحتاج الطفل المصاب بالتهاب المعدة والأمعاء إلى أدوية، وذلك لأن معظم الحالات ناتجة عن عدوى فيروسية لذا لا يمكن استخدام المضادات الحيوية، كما أن معظم الأدوية الخاصة لوقف الإسهال والقيء يمكن أن تشكل خطورة على الأطفال، ويمنع استخدامها لمن هم أقل من 12 عام دون استشارة الطبيب،[٥][١] ولكن بشكل عام يجب الاهتمام بمعالجة الجفاف والوقاية منه، ويمكن معالجة الجفاف باتباع ما يلي:[١][٨]

  • احرص على إعطاء الطفل محلول الجفاف الفموي (ORS) والذي يحتوي على الكمية المناسبة تمامًا من الماء والسكر والأملاح اللازمة للوقاية من الجفاف، ويجب التقيد بالتعليمات عند حل المسحوق بالماء، وإعطاء الطفل الكمية المناسبة بناءً على عمره:
  • إذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر، فيجب إعطاؤه من 60 مل إلى 90 مل في الساعة خلال الست ساعات الأولى.
  • إذا كان عمر الطفل من 6 أشهر إلى سنتين، فيجب إعطاؤه من 90 مل إلى 125 مل في الساعة خلال الست ساعات الأولى.
  • إذا كان عمر الطفل أكبر من سنتين، فيجب إعطاؤه من 125 مل إلى 250 مل كل ساعة خلال الست ساعات الأولى.
  • إذا كان الطفل يتقيأ باستمرار يجب إعطاء الطفل رشفات متكررة من السوائل، أي ما يقارب 5 مل من السوائل كل 5 دقائق، وإعطاء الطفل كميات أكبر عند شعوره بالتحسن.



عندما تشعر أنّ طفلك بدأ بالتحسن، يمكنك إعطاء كميات أكبر ولكن باعد بين الفترات تدريجياً، بحيث تتأكد من أن طفلك يحصل على كمية السوائل التي يحتاجها لعمره، وبعد مرور 24 ساعة، أعط طفلك محلول الجفاف فقط بعد كل إسهال.


  • إذا كان الطفل يتقيأ يجب التوقف عن إدخال الطعام الصلب لمدة 6 إلى 12 ساعة فقط.
  • إطعام الطفل وجبات غذائية صحية لمساعدته على محاربة العدوى، وشفاء الجهاز الهضمي ومنع فقدان الوزن.
  • تجنب إعطاء الطفل عصير الفاكهة والمشروبات الغازية، وأي مشروبات أخرى تحتوي على كميات عالية من السكر.
  • تجنب إطعام الطفل الأطعمة الدهنية مثل البطاطا المقلية أو الأطعمة الحارة.
  • تجنب إعطاء الطفل المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي، إذ أنها تزيد من جفاف الجسم.
  • إذا كان الطفل يعاني من الإسهال فقط، فيجب إعطاء الطفل كميات صغيرة من الطعام كل 3 إلى 4 ساعات مثل الحليب والأطعمة النشوية والحبوب والبروتينات.


متى يجب زيارة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهر على الطفل العلامات التالية:[٩]

  • ارتفاع درجة حرارة الطفل ل 38.9 أو أكثر.
  • إذا استمر القيء لعدة ساعات.
  • إذا كان الطفل متهيج وسريع الانفعال
  • إذا كان الطفل يعاني من الكثير من الانزعاج والألم.
  • إذا كان لديه إسهال دموي.
  • إذا ظهرت على الطفل أعراض الجفاف مثل عدم تبليل الحقاظات لمدة 6 ساعات، جفاف في الفم، أو بكاء بدون دموع، نعس غير طبيعي، وعدم استجابة للمنبهات.
  • إذا كان لدى الطفل بقعة لينة غائرة أعلى رأسه.
  • خمول وضعف في الجسم.


أطعمة يجب الإكثار منها أثناء الإسهال

عند الإصابة بالإسهال يجب الإكثار من الأطعمة التالية:[١٠]

  • حليب الأم أو الحليب الاصطناعي.
  • الأطعمة التي تحتوي على النشويات، مثل: الأرز والبطاطا والمعكرونة والخبز.
  • الحبوب مثل الأرز أو حبوب القمح ودقيق الشوفان.
  • الأطعمة التي تحتوي على البروتينات، مثل: اللحوم والأسماك والدجاج ومنتجات الصويا والبيض.
  • الخضراوات.
  • الفواكه.
  • الشوربات.


أطعمة يجب تجنبها أثناء الإسهال

يجب تجنب الأطعمة التالية عند الإصابة بالإسهال:[١٠]

  • عصائر الفاكهة أو المشروبات الغازية.
  • المثلجات.
  • الأطعمة الدهنية.
  • الأطعمة الحارة.


ما المشروبات التي يجب أن أتجنب إعطاءها لطفلي المصاب بالتهاب المعدة والأمعاء؟

يجب تجنب إعطاء الطفل المصاب بالتهاب المعدة والأمعاء المشروبات التالية:[١]

  • المشروبات الغازية غير المخففة.
  • عصائر الفاكهة.
  • المشروبات الرياضية أو مشروبات الطاقة.
  • المشروبات التي تحتوي على كميات عالية من السكر.
  • المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي.


كيفية منع انتشار العدوى للآخرين

ينتقل الفيروس المسؤول عن الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء بسهولة بين الأشخاص، لذا يجب اتباع التدابير الوقائية لتقليل انتقاله من شخص إلى آخر:[٥]

  • غسل اليدين بشكل جيد بعد تغير الحفاظات للطفل المصاب، وقبل تحضير الطعام أو تقديمه أو تناوله.
  • إذا كان الطفل المصاب يستخدم المرحاض فيجب تنظيفه بشكل جيد يوميًا على الأقل بالماء الساخن والمنظفات.
  • الحرص على تجنب إرسال الأطفال إلى الحضانة أو المدرسة حتى 48 ساعة على الأقل بعد آخر نوبة إسهال أو قيء.
  • غسل يدين الطفل جيداً بعد استخدام المرحاض بالماء الدافئ والصابون، وتجنب مشاركة المناشف مع الآخرين.
  • تجنب جعل الطفل يشارك في تحضير وتقديم الطعام للآخرين.
  • في حال اتساخ الملابس أو الفراش بالبراز، يجب غسلها بشكل منفصل وعلى درجات حرارة عالية.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Gastroenteritis In Children", kidshealth, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  2. "Gastroenteritis in children", mydr, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  3. "Gastroenteritis In Children", health.harvard, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  4. "Gastroenteritis in Children", msdmanuals, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Gastroenteritis in Children", patient, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  6. "Gastroenteritis in Children", merckmanuals, Retrieved 11/11/2021. Edited.
  7. "Viral gastroenteritis (stomach flu)", mayoclinic, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  8. "Viral Gastroenteritis (Children)", nuh, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  9. "Viral gastroenteritis (stomach flu)", mayoclinic, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Viral Gastroenteritis (Children)", nuh, Retrieved 14/11/2021. Edited.