ما هو التبوّل اللّيلي عند الأطفال؟
التبوّل اللّيلي هو تبوّل الأطفال ليلاً على أنفسهم لا إراديا ودون أن يشعروا بذلك، في عمرٍ يفترض به أن يبقوا جافين طوال الليل، وهو إحدى المشاكل الشائعة التي يُعاني منها الأطفال، فحوالي 15% منهم يتبوّلون على أنفسهم أثناء نومهم في عمر ال5 سنوات، وتتناقص هذه النسبة تدريجيًا مع التقدم في العمر، ليُعاني منها 1% إلى 2% من الأطفال الذين يبلغون 14 عامًا فما فوق، وهو أكثر شيوعًا عند الذكور من الإناث.[١][٢]
في أي عمر يكون التبوّل الليلي أمرًا طبيعيًا لدى الأطفال؟
يُعد تبوّل الليلي اللاإرادي للأطفال تحت سن ال5 سنوات أمرًا طبيعيًا ولا يستدعي القلق، حيث يختلف العمر المتوقع لبدء الأطفال في السيطرة على المثانة بشكل كامل، فعادةً ما تبدأ أغلب الأمهات بتعليم أطفالها على استخدام المرحاض في عمر يتراوح من 2 -4 سنوات، وينجح حوالي 85% من الأطفال في ذلك، ويحافظ على جفافهِ طوال الليل، لكن تبقى نسبة من الأطفال يُعانون من التبوّل الليلي، حتى عمر 10 إلى 12 عاماً، عندها يُفضل استشارة الطبيب.[٣][٤]
أنواع التبوّل الليلي عند الأطفال
يقسم التبوّل الليلي إلى نوعين رئيسيين، ويمكن بيانهما كالتالي:[٥]
- التبوّل الليلي الأولي: وهو أن يتبوّل الطفل ليلًا باستمرار منذ طفولته المبكرة دون انقطاع، بحيث إنه لم يجف أبدًا في الليل لمدة 6 أشهر متتالية أو أكثر.
- التبوّل الليلي الثانوي: وهو أن يبدأ الطفل في التبوّل ليلًا مرّةً أخرى بعد مرور 6 أشهر أو أكثر على جفافه ليلًا، وغالبًا ما يحدث نتيجة تعرّض الطفل لضغوط نفسية، أو القلق من شيء معين، أو بسبب إحدى الحالات المرضية.
أسباب التبوّل الليلي عند الأطفال
تتمثل أسباب مشكلة التبوّل الليلي لدى الأطفال بعدة أسباب، ويمكن بيانها كالتالي:[٢][٦]
- عدم قدرة طفل على السيطرة على المثانة: فقد يحتاج بعض الأطفال وقتاً أطول لتطوير قدرتهم على التحكم بالمثانة.
- العامل الوراثي: ففي حال كان أحد الأبوين قد أصيب بالتبوّل الليلي في صغره، فهناك احتمالية 40% لإصابة الطفل فيها، وفي حال كان كلا الأبوين قد عانوا من التبوّل الليلي، فهناك احتمالية 70% تقريباً لإصابة الطفل به.
- النوم العميق: بعض الأطفال قد يغطون بالنوم بعمق، لدرجة أنهم لا يستيقظون عند حاجتهم للتبوّل أثناء الليل.
- الضغط النفسي وتغيرات الحياة: مثل تغيير مكان الإقامة، حيث يعد الضغط النفسي أحد الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى التبوّل الليلي الثانوي، فعند تعرّض الطفل لأحد أشكال الضغط النفسي، يمر في حالة مؤقتة من التبوّل الليلي.
- حجم المثانة صغير: قد يؤدي عدم تطور نمو المثانة عند الطفل وبقاء حجمها صغير، إلى عدم قدرتها على تحمل كمية البوّل المنتج أثناء الليل.[٧]
- بطء نمو الأعصاب التي تتحكم بالمثانة: مما يؤدي إلى عدم قدرة الطفل على إدراك امتلاء المثانة، بسبب خلل في الاستجابة للإشارات المرسلة للدماغ.[٧]
- خلل في إفراز الهرمون المانع لإدرار البول: عند الولادة لا يتم إنتاج هرمون (ADH)، لذلك يتبول الطفل طوال الليل، وعندما يكبر تبدأ الغدة النخامية بإنتاجه، ليصبح الطفل أكثر سيطرة على عملية التبوّل ليلًا، لكن في حال وجود اضطراب في هرمون (ADH)، أو أن الكلى لا تستجيب له، يؤدي ذلك إلى حدوث التبوّل الليلي اللاإرادي، والهرمون المانع لإدرار البول (ADH) هرمون تفرزه الغدة النخامية، لتقليل إنتاج البول في الكلى.[٨]
- الإمساك: عندما يُصاب الطفل بالإمساك الشديد، يضغط البراز الموجود في القولون على المثانة، فيتسبب بنقص سعتها المُعتادة، فيفقد الطفل القدرة على الاحتفاظ في البول لمد طويلة ليلاً، مما يتسبب بحدوث التبوّل الليلي اللاإرادي.[٩]
- بعض الحالات المرضية: تؤدي الإصابة بِبعض الحالات المرضية إلى حدوث مشكلة التبوّل الليلي الثانوي، ونذكر منها ما يلي:[١٠]
- مرض السكري من النوع الأول: عند إصابة الطفل بمرض السكري من النوع الأول، يصبح غير قادر على ضبط البول، مما يسبب التبوّل الليلي اللاإرادي.
- تشوهات في المسالك البولية.
- التهابات المسالك البولية.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD): تؤدي إصابة الطفل بفرط الحركة ونقص التركيز، إلى تأخر النمو الإدراكي لديه، مما يُسبب له مشكلة التبوّل الليلي.[١١]
- تناول المشروبات المدرّة للبول: يؤدي تناول مشروبات الكافيين، والمشروبات الغازية، في زيادة إنتاج البول.[١١]
الاعتداء الجنسي والتبول الليلي
عندما يعتاد الطفل على عدم تبليل فراشه ليلًا لفترة طويلة، ثم يصاب بالتبوّل الليلي بشكل مفاجئ، فمن الممكن أن يكون قد تعرّض للاعتداء الجنسي، والذي يشمل على علامات أخرى يجدر الانتباه لها، وهي كالآتي:[١٢]
- كثرة الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- ألم في الأعضاء التناسلية.
- الشعور بالحكة.
- خروج إفرازات عن غير العادة.
تشخيص التبوّل الليلي عند الأطفال
بدايةً يسأل الطبيب الوالدين عن التاريخ الطبي للطفل، وعدد مرات ذهابه للحمام، وكمية السوائل التي يشربها وتناسبها مع كمية البول، وعن عدد المرات التي يتبوّل فيها الطفل على نفسه، وما إذا كان الطفل يشرب السوائل قبل النوم، أو يعاني من الإمساك، ثم يطلب إجراء عدد من الفحوصات التالية:[١٣][١٤]
- الفحص البدني: يفحص فيه الطبيب انتفاخ البطن للطفل، وإصابته بالإمساك.
- التحاليل المخبرية: غالبًا ما يطلب الطبيب إجراء فحص البول (URA)، لمعرفة إذا ما كان الطفل يُعاني من التهابات في المسالك البولية، وفي حال وجودها قد يجري الطبيب تحليل زراعة للبول لوصف المضاد الحيوي المناسب، كما يمكن أن يكشف وجود السكر في البول عن ارتفاعه في الدم لدى الطفل.
- الفحوصات التصويرية: قد يطلب الطبيب أيضًا بعض صور الأشعة، مثل تصوير الألتراساوند (Ultra Sound)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، للبحث عن وجود تشوهات في المسالك البولية، أو غيرها من الأمراض.
- تصوير إفراغ المثانة والإحليل (VCUG): وهو تصوير يتم باستخدام الأشعة السينية (X-Ray)، حيث يملأ الطبيب المثانة بمادة صبغية، ويصور المثانة والإحليل، قبل وخلال وبعد التبول للكشف عن وجود أي مشاكل.
- فحص ديناميكا البول: لا يُستخدم كثيراً، ويتم فيه تقييم كفاءة المثانة، والإحليل، والعضلة العاصرة في الاحتفاظ في البول، والتحكم بتدفقه.
علاج التبوّل الليلي عند الأطفال
يعتمد علاج التبوّل الليلي على علاج الأسباب المؤدية إلى الحالة، ففي حال كان المُسبب مرضاً يُعاني منه الطفل، وهو أقل شيوعًا، يقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب للحالة، وفي حال لم يكن المُسبب مرضاً في الجسم، يقوم الطبيب بإعطاء بعض النصائح لتغيير بعض السلوكيات الخاطئة عند الطفل، أو قد يصف بعض الأدوية في أحيان أخرى،[١٠][١٥] وفيما يلي تفصيل كل طريقة:
أساليب تُستخدم لعلاج التبوّل الليلي عند الأطفال
يمكن علاج مشكلة التبوّل الليلي اللاإرادي عند الأطفال، من خلال اتباع النصائح التالية:[١٥][٤]
- التحلي بالصبر، وعدم اللجوء إلى أساليب العقاب وتوبيخ الطفل.
- تقديم الدعم النفسي للطفل، في حال قد أصيب سابقًا أحد أفراد الأسرة بتبوّل الليلي، من الجيد أن يتحدث مع الطفل لتقليل الضغط النفسي.
- احترام خصوصية الطفل، وعدم مشاركة مشكلته مع الآخرين.
- التقليل من تناول المشروبات في المساء، خصوصًا قبل ساعة من موعد النوم.
- مراقبة الطفل، والتأكد من ذهابه إلى المرحاض بما يُقارب 4 إلى 7 مرات يوميًا، والحرص على ذهابه للتبوّل قبل النوم مباشرة.
- اتباع أسلوب التعزيز الإيجابي، من خلال عمل لوحة تعزيز للطفل، ومنحه ملصق في كل مرة يذهب فيها للمرحاض قبل النوم، وتجميع الملصقات لعدد معين لإعطائه جائزة.
- التأكد من سهولة وصول الطفل إلى المرحاض في الليل كإبقاء المصابيح القريبة من المرحاض مضاءة.
- تجنب حمل الطفل وهو نائم إلى المرحاض ليلًا، بحيث إنه لا يُعطي فائدة على المدى البعيد أو يحل المشكلة.
- تدريب المثانة: يمكن عمل ذلك من خلال تحديد أوقات معينة منتظمة للذهاب للمرحاض، وزيادة المدة الزمنية تدريجيًا، لمساعدة الطفل على حبس البول في المثانة لفترات أطول، مما يُساهم أيضًا في تمدد حجم المثانة، للأطفال الذين يُعانون من صغر حجمها، والتخلص من مشكلة التبوّل الليلي.[١٦]
أدوية للتخلص من التبوّل الليلي اللاإرادي
يلجأ الطبيب بعد استنفاذ جميع المحاولات السابقة لحل مشكلة التبوّل الليلي لدى الطفل، لاستخدام العلاجات الدوائية، ويمكن بيانها كالتالي:[٧]
- أدوية تعمل على تقليل إنتاج كمية البول في الليل: مثل دواء ديسموبريسين (Desmopressin)، ويستخدم على شكل أقراص فموية، وهو مخصص للأطفال الذين تجاوزوا 5 سنوات ومن أسمائه التجارية مينيرين (Minirin).
- أدوية مرخية لعضلة المثانة: مثل دواء اوكسيبيوتينين (Oxybutynin)، ويُستخدم لتقليل تقلصات المثانة، مما يجعلها تستوعب كمية أكبر من البول، ومن أسمائه التجارية ديتروبان (Ditropan XL).
دواعي مراجعة الطبيب
ينصح بطلب المساعدة الطبية لعلاج مشكلة التبوّل الليلي اللاإرادي، في كل من حالات التالية:[١٧][١٨]
- تبوّل الطفل لاإراديًا أثناء النهار والليل، بعد سن السادسة من عمره.
- منع الطفل من القيام بالأنشطة التي تتطلب مبيت خارج المنزل، مثل التخييم.
- عمر الطفل يزيد عن 7 سنوات، وما زال يتبوّل في الليل وهو نائم.
المراجع
- ↑ "Bedwetting (Bed Wetting) In Children and Adults", emedicinehealth, Retrieved 7/12/2021.
- ^ أ ب "Bedwetting: 5 Common Reasons Why Children Wet the Bed", nationwidechildrens, Retrieved 7/12/2021.
- ↑ "Bedwetting in Children", webmd, Retrieved 6/12/2021.
- ^ أ ب "Bedwetting in children", nhs, Retrieved 7/12/2021.
- ↑ "Bedwetting", clevelandclinic, Retrieved 6/12/2021.
- ↑ "Bedwetting in Children & Teens: Nocturnal Enuresis", healthychildren, Retrieved 7/12/2021.
- ^ أ ب ت "Bed-wetting", mayoclinic, Retrieved 6/12/2021.
- ↑ "What to know about bedwetting", medicalnewstoday, Retrieved 6/12/2021.
- ↑ can be the cause,much urine during the night. "COULD CONSTIPATION BE THE CAUSE OF YOUR CHILD’S BEDWETTING?", dri-sleeper, Retrieved 23/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bedwetting (Nocturnal Enuresis)", kidshealth, Retrieved 6/12/2021.
- ^ أ ب "What to know about bedwetting", medicalnewstoday, Retrieved 7/12/2021.
- ↑ "Bedwetting", clevelandclinic, Retrieved 7/12/2021.
- ↑ "Bedwetting", clevelandclinic, Retrieved 7/12/2021.
- ↑ "Diagnosis of Bladder Control Problems & Bedwetting in Children", niddk.nih, Retrieved 7/12/2021.
- ^ أ ب "Bedwetting", mottchildren, Retrieved 7/12/2021.
- ↑ "Enuresis in Children", webmd, Retrieved 7/12/2021.
- ↑ "Bed-wetting (nocturnal enuresis)", aboutkidshealth, Retrieved 7/12/2021.
- ↑ "How to Help Your Child Stop Wetting the Bed", clevelandclinic, Retrieved 6/12/2021.