عادةً ما يختفي الصّفار عند الأطفال حديثي الوِلادة من تلقاء نفسه خلال 2 - 3 أسابيع بعد الولادة بدون علاج، ولكن إذا كانت نسبة الصفار مرتفعة قد يحتاج الطّفل إلى البقاء في خداج المستشفى لفترةٍ أطول،[١][٢] ولكن متى تكون نسبة الصّفار مُرتفعة؟



علاج الصفار عند حديثي الوِلادة

يُحدّد العِلاج وِفقًا لنسبة الصّفار عند الطّفل، إذ بدايةً يُجرى تحليل دم للطّفل للكشف عن مُستوى البيليروبين بالدّم، وهذا التّحليل يُسمّى بتحليل البيليروبين الكُلي (Total serum bilirubin)، وإذا لوحِظ بأنّ نتيجة التّحليل كانت أكثر من 17 مجم/ديسيلتر (290 مول/لتر)، حينها سيُدخَل الطّفل للخداج ويُعالَج الصّفار بالمُستشفى بالضّوء (الأشعّة فوق البنفسجيّة - UV) أو بنقل الدّم، أمّا إذا كان أقل من ذلك فيُمكن أن يزول الصّفار من تلقاء نفسه في المنزِل دون الحاجة للبقاء في المُستشفى،[٣][٤] وفيما يأتي تفسير مُفصّل لطُرق العِلاج:


نسبة الصّفار أقل من 17

يُمكن اتّباع بعض الإرشادات والعلاجات المنزلية التي تُساعد على علاج الصّفار عند حديثي الوِلادة والتخلص منه عندما يكون خفيفًا، ويُذكر منها ما يأتي:

  • تعريض الطّفل لأشعة الشمس: وذلك من خلال وضعه بالقرب من الشباك الذي تدخل من خلاله أشعة الشمس بشكلٍ جيد لمدّة 10 دقائق مرتين يوميًا؛ إذ تُساعد أشعة الشمس على تكسير البيليروبين، الأمر الذي يُساعد الكبد على التخلّص منه بفعالية أكبر.[٥]



تجنّب تعريض الطّفل لأشعة الشمس المباشرة، إذ يُمكن أن تُؤذيه.


  • زيادة عدد مرات الرضاعة: الهدف من ذلك هو زيادة عدد مرات تبرز الطّفل، وبالتالي خروج كمية أكبر من البيليروبين عن طريق البراز، وفيما يلي توضيحًا لعدد الرضعات الموصى بها اعتمادًا على نوع الرضاعة:[١]
  • الرضاعة الطبيعية: إرضاع الطفل ما بين 8 - 12 رضعة يوميًا خلال الأيام الأولى من الولادة.
  • الرضاعة الصناعية: إرضاع الطفل 30 - 60 ميليلتر من الحليب، كل 2 - 3 ساعات يوميًا خلال الأسبوع الأول ما بعد الولادة.



في حال وجود أي مشاكل في الرضاعة الطبيعية، أو إذا كان الرّضيع يفقد وزنه، أو يعاني من الجفاف فقد يوصي الطبيب باستخدام الحليب الصناعي وحده لبضعة أيام؛ وذلك للتأكد من حصول الرّضيع على كميات كافية من الحليب، ومن ثمّ يمكن العودة إلى الرضاعة الطبيعية مرةً أخرى.




  • مراقبة بشرة الطّفل بدقة: يوصي الأطباء بمراقبة بشرة الطّفل المولود حديثًا جيدًا مرتين يوميًا للتأكد من عودتها إلى لونها الطبيعي، وفي الحالات التي يكون فيها لون بشرة الطّفل داكنة يُمكن التحقق من بياض العينين.[٦]


نسبة الصّفار أكثر من 17

في الحالات التي يكون فيها الصّفار شديدًا، أو يستمر فيها الصّفار عند حديثي الوِلادة لأكثر من 3 أسابيع، قد يوصي الطبيب بالبدء ببعض العلاجات الطبية،[٧] ويُذكر منها ما يأتي:

  • العلاج بالضوء: (Phototherapy)، يوضع الطّفل تحت أضواء خاصة، أو فوق بطانية تحتوي على هذه الأضواء أو كليهما معًا، مع ارتدائه لحفاضته فقط، وتغطيته بطبقة من البلاستيك لحمايته من الأشعة فوق البنفسجية، كما تُغطّى عينيه بأدوات خاصة لحمايتها من الضوء، وتعمل جزيئات الضوء على التأثير على جزيئات البيليروبين وتكسيرها للتخلّص منه في البول.[٧][٨]
  • نقل الدّم: عادةً ما يلجأ الطبيب إلى تبديل الدّم في الحالات التي يبقى فيها مستوى البيليروبين مرتفعًا بعد العلاج بالضوء، ومن خلاله يُستبدل دم الطّفل بدّم جديد من متبرع بكمياتٍ صغيرة، ويحتاج الطّفل للبقاء في وحدة العناية المركزة (ICU) أثناء تلقيه هذا العلاج لمراقبة حالته.[٨][٧]
  • نقل الغلوبيولين المناعي وريديًا: يلجأ الأطباء إلى هذا النوع من العلاج في الحالات التي يكون فيها الصّفار ناتجًا عن وجود اختلاف بين فصيلة دم الطّفل وأمه، الأمر الذي يُسبب تكسّر خلايا الدّم الحمراء عند الطّفل بسبب انتقال الأجسام المضادة إليه من دم أمه، ويُساعد نقل الغلوبيولين المناعي للرّضيع على تقليل مستوى هذه الأجسام المضادة، وتوقف تكسير خلايا الدّم الحمراء، وبالتالي تقليل الصّفار.[١][٩]
  • السوائل عن طريق الوريد: يُستخدم هذا العلاج في الحالات التي يكون فيها الصّفار ناتجًا عن إصابة الطّفل بالجفاف.[٢]
  • إجراء عملية جراحية: يُجري الأطباء عملية جراحية عندما يكون الصّفار ناتجًا عن إصابة الطّفل برتق القناة الصفراوية (Biliary Atresia)؛ لمساعدة جسمه على تصريف العصارة الصفراوية.[١٠]


هل الصفار عند حديثي الوِلادة مقلق؟

لا، إذ إنّ الصّفار من أكثر المشاكل التي تُصيب الأطفال حديثي الوِلادة شيوعًا؛ فيُعاني منه 6 من كل 10 أطفال رُّضع، ولكن رضيع واحداً فقط من بين كل 20 رضيع يحتاج إلى العلاج، ويكون الصّفار عند الرُّضع مقلقًا في حال تركه دون علاج، أو في حال ارتفع مستوى البيليروبين عن 25 ملليغرام، الأمر الذي قد يُسبب العديد من المضاعفات للطفل، كما يكون الصّفار مقلقًا في حال كان عَرَضًا جانبيًا لحالةٍ طبيةٍ أكثر خطورة قد تُسبب مشاكل أخرى.[١١][١٢]


ما هي أعراض الصفار عند حديثي الوِلادة؟

يُذكر من أعراض الصّفار الشائعة عند حديثي الوِلادة ما يأتي:[٨]

  • اصفرار الجلد وبياض العينين، وهي من أكثر علامات الصّفار شيوعًا، وعادةً ما يبدأ اصفرار البشرة من الرأس، وقد ينتشر بعد ذلك إلى الصدر والمعدة والذراعين والساقين.
  • النّعاس.
  • شحوب لون البراز.
  • ظهور البول بلونٍ داكن.
  • قلة الرضاعة سواء أكانت طبيعية أم صناعية.


أمّا الحالات التي يكون فيها الصّفار عند حديثي الوِلادة شديدًا، فقد تظهر مجموعة إضافية من الأعراض، منها:[٨]

  • اصفرار البطن أو الأطراف.
  • عدم زيادة وزن الطّفل نتيجةً لسوء التغذية.
  • تهيّج الطّفل وانزعاجه.


دواعي مُراجعة طبيب الأطفال

على الرغم من أنّ الصّفار عند حديثي الوِلادة ليس مُقلقًا، وسرعان ما يختفي بعد 1 - 2 أسبوع من حدوثه،[١٣] إلّا أن بعض الحالات قد تستدعي مراجعة الطبيب، ويُذكر منها ما يأتي:

  • عندما يبدو الطّفل أكثر اصفرارًا، خاصةً إذا انتشر إلى أسفل الركبتين، ويُعد ذلك مؤشرًا على ارتفاع مستوى البيليروبين.[١٤]
  • تغذية الطّفل السيئة، وعدد مرّات تبوّله قليلة.[١٤]
  • عدم استيقاظ الطّفل من أجل الرضاعة نتيجةً لشعوره بالنّعاس الشديد.[١٤]
  • تصرّف الطّفل بشكلٍ غريب؛ كأن يُقوّس ظهره.[١٤]
  • تقيؤ الطّفل المتكرر.[١٤]
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.[١٤]
  • إصابة الطّفل بالصّفار خلال 48 ساعة الأولى بعد الولادة.[١٣]
  • عدم اختفاء الصّفار بعد مرور أسبوعين من ظهوره.[١٣]


ماذا إن تُرك الصّفار الشّديد دون عِلاج؟

قد يترتب على الحالات التي لا يُعالج فيها الصّفار الشديد حدوث بعض المضاعفات الخطيرة، منها:[١٥]

  • اعتلال الدّماغ الحاد الناجم عن البيليروبين: قد يُسبب وصول البيليروبين إلى الدّماغ ضررًا دائمًا فيه، ومن أعراضه:
  • الخمول.
  • صعوبة استيقاظ الطّفل.
  • البكاء بنبرة عالية.
  • تقوّس الظّهر.
  • ارتفاع درجة حرارة الطّفل
  • ضعف وسوء رضاعة الطّفل أو تغذيته.
  • اليرقان النووي: متلازمة تُصيب الأطفال الرُّضّع في حال سبب اعتلال الدّماغ الحاد الناجم عن البيليروبين تلفًا دائمًا في الدّماغ، وتشمل أعراضه ما يلي:
  • حركات لا إرادية وخارجة عن سيطرة الطّفل، ويُعرف ذلك بالشلل الدّماغي الكنعي (Athetoid Cerebral Palsy).
  • النظر الدائم إلى الأعلى.
  • ضعف السمع.
  • نمو غير طبيعي لمينا الأسنان.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Infant jaundice", mayoclinic, 17/3/2020, Retrieved 18/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Jaundice in Newborns", kidshealth, 4/2019, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  3. "Management of Hyperbilirubinemia in the Newborn Infant 35 or More Weeks of Gestation", pediatrics.aappublications, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  4. "Jaundice in newborn babies under 28 days", nice.org, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  5. David Perlstein (8/10/2019), "Newborn Jaundice", emedicinehealth, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  6. "Jaundice in Newborns (Hyperbilirubinemia)", healthlinkbc, 20/7/2020, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "NEWBORN JAUNDICE", marchofdimes, 4/2013, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث Caroline Gillott (19/12/2017), "Causes and treatments of infant jaundice", medicalnewstoday, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  9. "Newborn Jaundice", webmd, 28/8/2020, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  10. "Jaundice in newborns", raisingchildren, 28/10/2019, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  11. "Overview -Newborn jaundice", nhs, 4/9/2018, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  12. "Newborn Jaundice", americanpregnancy, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Jaundice in babies", pregnancybirthbaby, 11/2019, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Claire McCarthy (4/2/2021), "Newborn jaundice: What parents need to know", health.harvard, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  15. "Infant jaundice", mayoclinic, 17/3/2020, Retrieved 19/9/2021. Edited.