الفرق بين التّوحّد ومُتلازمة داون

التوحد أو ما يُعرف بمتلازمة طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder) حالة مرضية ينتج عنها العديد من الأعراض المتعلقة بسلوك الطفل، أو بتواصله مع الآخرين، ويُمكن لهذه الأعراض أن تُصنّف على أنها بسيطة، أو قد تُسبب مشاكل وإعاقات تحتاج إلى رعاية خاصة،[١] أمّا بالنّسبة لمتلازمة داون (Down Syndrome) فهي اضطراب جيني ينتج بسبب حدوث انقسام غير طبيعي للخلايا، الأمر الذي ينتج عنه ظهور نسخة إضافية كاملة أو جزئية من الكروموسوم رقم 21، مما يُسبب ظهور العديد من التغيرات في النمو والخصائص الجسدية للطفل.[٢]


الفرق في أسباب الإصابة

فيما يأتي توضيح لأبرز أسباب إصابة الأطفال بالتّوحّد ومُتلازمة داون:


التوحد

في الواقع لا يوجد سبب واحد للإصابة بالتوحد، إلّا أنه ينتج بسبب تفاعل كلٍ من العوامل الجينية والبيئية المحيطة، كما أنّ العديد من الأبحاث أشارت إلى وجود بعض العوامل البيئية التي من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتوحد، ويُذكر منها ما يأتي:[٣]

  • حدوث إحدى مضاعفات الحمل الآتية:
  • الخداج، خصوصًا إذا كان عمر الطفل أقل من 26 أسبوعًا.
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
  • حالات الحمل المتعددة، كالحمل بتوأم ثنائي أو ثلاثي.
  • أن تكون الفترة الزمنية ما بين كل حمل وآخر أقل من عام واحد.



أشارت إحدى الدّراسات المنشورة في مجلّة (National Library of Medicine) لإمكانيّة إصابة الطّفل بالتّوحّد إذا وُلِد ووالداه كِبار بالسّن.




متلازمة داون

إنّ السبب الكامن وراء حدوث مُتلازمة داون هو وُجود نسخة إضافية للكروموسوم رقم 21، وسبب حُدوث هذا الاضطّراب الكروموسومي غير معروف بشكلٍ دقيق للآن، ولكن يحدث عادةً عن طريق الصدفة في الوقت الذي تُلقّح فيه الحيوانات المنوية للبويضة، أما بالنسبة للعوامل غير الجينية التي تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة داون، ما زال هناك خطر وحيد معروف للآن بأنه يزيد من خطر الإصابة بالمتلازمة، وهو تقدم عمر الأم عند الإنجاب، أي أن يكون عمرها أكبر من 35 عامًا.[٤]


الفرق في الأعراض

فيما يأتي توضيح لأبرز أعراض كُل من التّوحد ومُتلازمة داون:


التوحد

يُذكر من أهم الأعراض التي تظهر لدى الأطفال المُصابين بالتوحد ما يأتي:[٥]

  • عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه على الإطلاق، أو قد يستجيب بشكلٍ غير طبيعي.
  • عدم ابتسام الطفل، بالإضافة لعدم إظهاره أي مشاعر وتفاعُلات تدل على البهجة مع من حوله عند بلوغه عمر 6 أشهر أو أكثر.
  • عدم انخراط وتفاعل الطفل عند الضّحك معه، أو إصدار الأصوات عندما يبلغ الطفل 9 أشهر أو أكثر.
  • عدم بربرة الطفل عند بلوغه سن 12 شهرًا.
  • عدم وجود أي إيماءات أو إشارات للطفل، كالتلويح، أو التأشير على شيء معين، أو غيرها عند بلوغه سن 12 شهرًا.
  • عدم نطق الطفل لأي كلمات عند بلوغه سن 16 شهرًا.
  • عدم نطق الطفل لأي عبارات ذات معنى مؤلفة من كلمتين على الأقل عند بلوغه سن 24 شهرًا.
  • فقدان الطفل للكلام، أو البربرة، أو لأيٍ من المهارات الاجتماعية في أي مرحلة عمرية من حياته.


متلازمة داون

تُقسم أعراض متلازمة داون إلى ما يأتي:[٦]

  • الأعراض الجسدية، ومنها:
  • انحراف العينين إلى الأعلى قليلًا.
  • استدارة الوجه (وتكون جوانب الوجه مُسطّحة تقريبًا).
  • قُصر القامة.
  • تأخر النمو، إذ إن الأطفال المصابين بمتلازمة داون يصلون إلى نفس مراحل نمو الأطفال الطبيعيين، ولكن قد يظهر عليهم تأخرًا في الكلام أو اللغة.


الفرق في العلاج

فيما يأتي توضيح لأبرز طُرق عِلاج التّوحد ومُتلازمة داون:


التوحد

في الواقع لا يوجد علاج لمرض التوحد، ولكن تهدف العلاجات المستخدمة للأطفال المصابين به للتقليل من الأعراض، وتحسين التعلم والنمو لديهم، ويُذكر من العلاجات المتّبعة ما يأتي:[٧]

  • علاج السلوك والتواصل الاجتماعي.
  • العلاج الوظيفي (Occupational Therapy).
  • علاج التكامل الحسي (Sensory Integration Therapy).
  • بعض الأدوية لعلاج أعراض معينة.
  • اتّباع أنظمة غذائية معينة.


متلازمة داون

لا يُمكن علاج متلازمة داون، إلّا أن اتّباع بعض العلاجات في وقتٍ مبكر من عمر الطفل، قد تُساعد على تحسين مهاراته، ومنها:[٨]

  • علاج النطق.
  • العلاج الوظيفي.
  • العلاج التعليمي.
  • العلاج الطبيعي.


على أي عمر يتم تشخيص التوحد ومتلازمة داون؟

عادةً لا يُشخّص الطفل بمرض التوحد إلّا عند بلوغه سن 18 شهرًا، ولكن عند بلوغه العامين من عمره، يُمكن للطبيب أن يكون قادرًا على تشخيصه بالمرض بشكلٍ أكثر دقة،[٩] أمّا بالنّسبة لمُتلازمة داون، يُمكن الكشف عن إصابة الطفل بمتلازمة دوان أثناء إجراء بعض الاختبارات أثناء فترة الحمل، أو يُمكن تشخيصه بعد الولادة من خلال إجراء تحليل للكروموسومات.[١٠]


هل هناك علاقة بين التوحد ومتلازمة داون؟

لا، إذ إنّ كلٍ من التوحد ومتلازمة داون مرضين مختلفين تمامًا عن بعضهما البعض، ولكن على الرّغم من ذلك، قد أشارت بعض الدراسات إلى احتمالية إصابة الأطفال المصابين بمتلازمة داون بمرض التوحد، أكثر من الأطفال السليمين بنسبة قد تصل إلى 10 - 25%.[١١]


المراجع

  1. "Autism", webmd, 22/10/2019, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  2. "Down syndrome", mayoclinic, 8/3/2018, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  3. "What Causes Autism?", autismspeaks, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  4. Vincent Iannelli (9/7/2021), "Causes of Down Syndrome", verywellhealth, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  5. "Autism Spectrum Disorder", my.clevelandclinic, 29/12/2020, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  6. "Down syndrome", betterhealth.vic, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  7. "What Are the Treatments for Autism?", webmd, 5/12/2020, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  8. "Down Syndrome", medlineplus, 24/5/2018, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  9. CHARLES MIKE RIOS (30/6/2020), "How Early Can An Autism Diagnosis Be Made?", autismdfw, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  10. "Down Syndrome | Diagnosis & Treatment", childrenshospital, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  11. "Down Syndrome and Autism", autismdfwdsrf, 28/10/2020, Retrieved 2/9/2021. Edited.